(كتاب إربد) تنظم حوارية حول تجربة محافظة الروائية والقصصية
أكد المشاركون في الندوة الحوارية التي نظمها فرع رابطة الكتاب الأردنيين بإربد، مساء أول من أمس، وتناولت تجربة الروائي زياد محافظة، وشارك فيها كل من» د. عمران محافظة، د. خولة شخاترة، والباحث غسان التل، وقدم لها وأدار فعالياتها الشاعر مهدي نصير، أكدوا أن تجربة محافظة في عالم الإبداع تتطور وتنتقل من مرحلة تسليط الضوء على الشخصيات من الشرفات الخارجية، إلى مرحلة الغوص في أعماقها وتحريكها وفق المناخ السردي الذي يلضم بنيتها الفنية.
استهل الحوارية د. عمران محافظة حيث قرأ نيابة عن الروائي المحتفى بتجربته شهادة إبداعية أرسلها الروائي من أبو ظبي حيث يعمل للمشاركة في الحوارية التي تعذر عليه حضورها، حيث قدم في بدايتها شكره لفرع رابطة الكتاب بإربد على هذا الاحتفاء.
وقال الروائي محافظة في شهادته التي جاءت تحت عنوان»هواجس في فتنة الكتابة» إنه لا يوجد كتابة تأتي من خيال محض، وبالمقابل لا يمكن أن تظل نصوص على قيد الحياة غرقت في جفاف الواقع.
ولفت إلى أن ثمة نفسا سياسيا لا يخفى على القارئ في كتاباته التي صدرت حتى الآن، هذا النفس الطافح بالأدب السياسي وفق محافظة يرصد بدقة الانعكاس الخادع للخطاب والوهم السياسي على مصير الأفراد، والأنساق التي تفرزها المجتمعات في حراكها الطبيعي، ويقتفي أثر التغيرات التي تطرأ على حياتنا الغارقة في فوضى سياسية يدفع البسطاء دوما ثمن أخطائها وزلاتها.
واعتبر في الندوة التي حضرها حشد من المهتمين أن الغوص في عالم الأدب السياسي الذي أطر رواياته « بالأمس كنت هناك»، و» يوم خذلتني الفراشات»، ومجموعته القصصية « أبي لا يجيد حراسة القصور»، يضع الكاتب بالعادة أمام إشكاليات ثلاث: الأولى أزمة الخطاب السياسي ومدى تبنيه في العمل الروائي، والثانية: تكمن وفق محافظة في صعوبة تشكيل عالم روائي من قضايا محتقنة، وبالتالي بناء لغة روائية قادرة على التعبير عن كم هائل من الإحباط والخيبة والانكسار بطريقة شفافة وممتعة، والثالثة: عدم قدرة الكاتب أحيانا على التخلي عن انتمائه الإيديولوجي حين يجلس ليكتب للناس.
وأضاف أن تكتب نصا روائيا يعني هذا أن تنحاز لشيء ما، قد تنحاز وفق محافظة للمرأة، للألم، للمعاناة، للخيبة، للحب، للمعذبين، للمقهورين، للبسطاء، وقد تنحاز لكل هذا دفعة واحدة، منوها أن الانحياز هنا لا يعني بالضرورة تبني أيديولوجية معينة يتمترس خلفها الكاتب، ويتشبث بها، بقدر ما هو تماهي الفرد مع كثير من القضايا التي تزخر بها مجتمعاتنا، وتحتاج الى الوقوف خلفها والتعبير عنها بشكل فاعل.
وختم محافظة شهادته بالقول سعيت في كتاباتي لإعادة بناء الذات المهدمة وترميم انكساراتها، ومنحها أملا في غد أفضل، هذا الأمل كما يرى ركن أساسي في تنوير الفرد والمضي معه للأمام، لأن السطور لا تقاتل، والأحلام مهما بدت وردية لا تصل لخطوط النار، وحده الفرد من يقوم بكل هذا.
الباحث التل استعرض في مداخلته التي جاءت مرتجلة، وعاين فيها رواية « حين خذلتني الفراشات»، منازل الرواية، واتجاهاتها، وشخوصها، وأدواتها السردية، حيث لفت إلى غياب المكان والزمان في الرواية، وأن الكاتب ذهب فيها إلى رسم الشخصيات من الخارج، ولم يتفاعل معها، ليكون مناط السرد داخل الشخصية وحراكها.
إلى ذلك أخذ على الكاتب استخدامه للأسماء الغريبة في الرواية، معتبرا في هذا السياق أن الرواية غير واقعية، وجاءت من عالم الخيال البحت، منوها أن هذا الأمر لا يقودنا إلى تلمس منازل الرواية ومقاربتها مع الواقع.
ومن جهتها قدمت د. شخاترة جملة من الملاحظات على مجمل تجربة محافظة الروائية، منها: اختيار ضمير المتكلم، الاستباق، مستعرضة تحولات الشخصية في الروايتين والمجموعة القصصية، حيث لفتت في عرضها لرواية « حين خذلتني الفراشات»، إلى أن الرواية تمثل إدانة لسلوك الشخصية التي أباحت لنفسها كل شيء للوصول إلى السلطة.
وأشارت إلى تكامل البناء الروائي في الأعمال من حيث اتساق المكان والزمان غير الواضحين، مع الموضوع، كما أكدت على إمكانية تلمس نمو الشخصيات بين السطور، وتفاعلها، واتصالها بالرؤية الإجمالية للعمل، معتبرة أن الروائي محافظة يقدم لنا أعمالا ذات نسيج سردي متماسك.الشاعر نصير قدم بين يدي الندوة الحوارية مداخلة عرّف بها بالروائي محافظة الذي يعمل في أبو ظبي، وسبقته رواياته إلى الأردن، مشيرا إلى أن فرع الرابطة ينظم هذه الحوارية للتعريف به وبلغته وقدراته السردية، إلى ذلك قرأ له قصة بعنوان « ثوب المطار» التي تعالج موضوعة سطو المحتل على التراث الفلسطيني، للتدليل على قدراته واقتناصه للموضوع، وطريقة تعامله مع السرد. الراي