jo24_banner
jo24_banner

"عندما يكون الاصلاح بالاعتقالات"

سالم الفلاحات
جو 24 : للوطن هموم وللمواطن مطالب وللحرية تطلعات وللامعاء احتياجات كما للنفس والروح والجسد , واكثرها غير متوافر حتى بالحد الادنى في بلادنا وعند العرب جميعا , حتى ان بعض المتخلفين عن ركب الحضارة يجادلون في احقيتها اصلا .

الايذاء اعتداء على الكرامة

والمنع والاستئثار اعتداء وحرمان من الحاجات الاساسية ,

والشتيمة والسباب ايذاء للنفس

والكبت عدوان على الروح والجسد

والاعتقال والحبس حرمان تام من الحرية التي ولد الانسان متمتعا بها ايا كان حاله ومعتقده ومذهبه وشكله

وللنــــــــا س حاجات وعقول وارادات واعين والسنة,

وللمتسلط المستبد هفوات وزلات ومصائب وويلات لا تخفى منها خافية مكشوفة لدى الناس

أو عندما تعالت المطالبات بالاصلاح والتف الناس حول ابراز حاجاتهم من كل صوب وفكر

واتجاه وموقع , ورددوا شعارا واحدا { انصفونا نحن بشر ) وصبروا ولم يستخدموا الا

كل مباح قانوني حضاري متاح من الوسائل , وعفت السنتهم وكفت ايديهم , وكانوا مثالا

لتطبيق الوعي والديمقراطية رغم ما اصابهم من بطش واستهتار وأذى وتنكيل ,عمدتم الى

الوسائل القمعية من الاعتقالات والسجون والاتهامات الباطلة ؟

ان استخدام النظام للعنف والارهاب ليس اقل خطرا او اقل جرما من استخدام المواطن لذلك ’ وان اي غطاء شرعي قانوني استثنائي لن يزكي تلك الخطوات والاساليب وذلك معلوم في القديم والحديث { ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الايات ليسجننه حتى حين } ارايت من بعد ما تأكدوا من براءته


وهكذا بعد ان احتارت قريش بالصادق الامين الذي يدعو الى عز العرب وصلة الرحم قرروا {وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}
ان مقابلة الكلمة القوية بالعنف بأنواعه سفه وعجز والحجة تواجه بالحجة والحكمة اما الاسكات بالضرب او القهر او الاعتقال فهو كمذياع الاديب المصري القديم الذي سمع صوته عاليا فضربه ورمى به ولم يسكت واخيرا لفه ببطانية كبيرة لا ليسكت انما لئلا يسمعه هو فقط .

السجن والاعتقال الفج الفظ والكلمات النابية ينساها قائلها للتو ولكنها تحمل الجهة التي يمثلها عبئا كبيرا وتبقى ترن في اسماع الشرفاء الذين لم يعتادوا طول حياتهم ذلك والكلمة عندهم اكثر جرحا من السوط وكما قال الشاعر :ــ
جراحات اللسان لها التئام ولا يلتام ما جرح اللسان


ان السجن للسجين الشريف البريء مدرسة كبرى فيها يتعلم علوما في الحياة الجالدة لايجدها في اماكن اخرى وسيخرج بالصبر والاصرار وحب التضحية محملا بالقهر والاحساس بكيد الرجال بغير وجه حق

يختلي السجين بربه وبكتابه ويتزود برحمته وعلمه

يقدر معنى الحرية , ويدرك كم من المرارة ذاق الابرياء وما حقهم على المجتمع

السجن يصقل معادن الرجال والنساء ويصهر ما تبقى فيهم من خلل , وينفيه عنهم

سجن الامام احمد والشافعي وابو حنيفة وابن تيمية وقبلهم يوسف عليه السلام وسجن سيد قطب وسجن الاف المصريين و السوريين والفلسطينيين وكثير من الاحرار لكنهم خرجوا من السجن قادة ومصلحين وعلماء ولم يخسر سوى من سجنهم

ان معالجة الفساد والاستبداد وتحسين الوضع السياسي و الاقتصادي والاجتماعي وايقاف الاحتجاجات بالسجن ومنع الناس من التعبير ومعالجة الاصلاح الذي اصبح مطلبا للكثيرين دون تردد بكثرة المطاردات والاعتقالات خبل سياسي يضع الزيت على النار ويزيد الشكوى والمعاناة

ان سجن الشباب ثم اطلاق سراحهم لايقدم ولا يؤخر ولن يعالج المشكلة علما ان الحرية حق كفله الدستور وجميع الشرائع , والسجون للابرياء وتقديمهم للمحاكم العسكرية اعتداء على الدستور من الحكومة التي تقسم عليه

تحية للاحرار خلف القضيان فلم تسرقوا ولم تكسروا ولم تحرقوا ولم تسفكوا دما ومن افترى عليكم او اسهم في ظلمكم فلن تنام عنه عين القدر العادلة ...

{ ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار } صدق الله العظيم

Salem.falahat@hotmail.com
تابعو الأردن 24 على google news