الجامعة الاردنية والادارات المتراخية
ليس مقبولا ان ترضخ ادارة الجامعة الاردنية لضغوطات مراكز صنع القرار التي تطلب طي ملف المشاجرة التي حولت حرم الجامعة الاردنية الى ساحة صراع ونزاع غير مسبوق .
التحشيد والانقسام الذي وقع هز اركان الدولة وثوابتها ،وعزز القناعة باننا وبعد ٩٠ عاما من عمر دولتنا الفتية فشلنا في بناء هوية وطنية جامعة لا تقبل القسمة على اثنين.
اجيال تدخل جامعاتنا محملة بالغضب والتعصب والانغلاق على الذات ،وهذا قد يكون طبيعيا كون الطلبة يأتون من القرى والبوادي ،وهذه حواضن مغلقة الى حد كبير ويظن شبابها اليافع انهم مركز الكون ونحن جميعا لسنا كذلك ، ولكن ما هو غير طبيعي هو ان لا تنجح جامعاتنا في تنوير وتثقيف الطلبة وسحبهم من هذه البوتقات الى فضاءات اوسع وارحب!
جامعاتنا عاجزة ومقصرة في هذه ، ويبدو انها كذلك عاجزة عن ردع البعض من الاساءة لسمعة ومكانة جامعاتنا ،وحماية الاغلبية التي تسعى جاهدة للتعلم بعيدا عن العنف والعصبيات القاتلة والمدمرة ! وهذا بحد ذاته مبعث الخطر والتهديد ..
لا يجوز ان تمر هذه المشاجرة دون ايقاع عقوبات رادعة على كل من يثبت تورطه في هذه المشاجرة من الطلبة او من غيرهم .
مواقف مراكز صنع القرار والمرجعيات العليا التي تطلب لملمة الموضوع وطي صفحته ،هذه تشتغل ضد الوطن ومؤسساته ،وعليها ان ترعوي وتتنبه الى الخطر المحدق بنا اذا ما تكررت هذه الاحداث المؤسفة ، واذا ما بدأت الانقسامات تتبلور وتتشكل وتأخذ طابعا مناطقيا عصبويا متماسكا ،وعندها لن تنجح في تفكيك هذه البنى والغائها كل سطوة وسلطة قوى الامن مجتمعة.
كان على وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. عادل الطويسي بدل ان يشرع في شرعنة اقتحام قوات الامن والدرك حرمة الجامعات ، كان عليه ان يقف خلف ادارة الجامعة الاردنية ومجلس امنائها ،ويطلق يدهم لفصل جميع المتورطين دون تردد ،هذا ما كنا ننتظره ،ولكن يبدو ان هناك قوى تعمل في الخفاء لاعاقة التحقيقات ودفع الجامعة لتجاوز ما حدث، وكيف يمكننا وبأي منطق في الدنيا ان نتجاوز ما حدث او ما سيحدث في المستقبل؟!
تابعو الأردن 24 على 
