jo24_banner
jo24_banner

رسائل مشعل إلى إسرائيل من غزة

طاهر العدوان
جو 24 : دخول قائد حركة حماس خالد مشعل الى غزة جدد شهوة القتل وارتكاب الجرائم عند قادة اسرائيل، فلقد طالب زعيم حزب كاديما الجنرال موفاز بتصفية القائد الفلسطيني اثناء الزيارة وهو ما يعيد الى الاذهان العملية الفاشلة لقتل مشعل في عمان قبل ١٥ عاما عندما حقنه عملاء الموساد بسم خاص ولم ينج الا عندما قام الملك الراحل الحسين رحمه الله بانذار اسرائيل بانها اذا لم تسلم الاردن الحقنة المضادة لهذا السم فإنه سيلغي معاهدة السلام معها. ورضخت تل أبيب لتهديدات الملك والشروط الاخرى التي وضعها، وهي الإفراج عن مجموعة من الأسرى على رأسهم زعيم حماس آنذاك الشهيد الشيخ احمد ياسين.
ظروف دخول مشعل الى غزة يختلف عن ظروف دخول الزعيم الفلسطيني الراحل اليها عام ١٩٩٤، ياسر عرفات دخلها بعد توقيع اتفاقية أوسلو الشهيرة والاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير وبين اسرائيل. زعيم حماس يدخلها في ظرف مختلف فلسطينيا ومصريا وعربيا، عرفات جاء اليها بعد توقيع اتفاق اوسلو اما مشعل ففي ظل هدنة مؤقتة وبالوساطة المصرية. واذا كان اتفاق السلام لم يجد مع اسرائيل نفعا وانتهت حياة عرفات بالسم الاسرائيلي، فإن تهديدات موفاز لمشعل بالقتل تقدم دليلا مهما في قضية قتل عرفات، فالجريمة في طبع قادة هذا الكيان الذين لا يعرفون غير ارتكاب الجرائم عندما يتعلق الامر بالفلسطينيين.
أحسن خالد مشعل عندما أحاط زيارته بسقف عال من المواقف والتصريحات، لقد احتفى مع سكان القطاع بنموذج لصاروخ أم ٧٥ الذي قصف مناطق على أطراف تل أبيب والقدس المحتلة خلال المواجهات الاخيرة، وفي ذلك رسالة الى اسرائيل بالتمسك بالمقاومة. وأحسن مشعل عندما اعلن بانه لا تنازل عن فلسطين « من بحرها الى نهرها ومن شمالها الى جنوبها فهي ارض الفلسطينيين ووطنهم لا تنازل عنها ولا تفريط «.
مثل هذه التصريحات لا مزايدة فيها كما سمعت بعض العرب يعلقون، ولا هي متطرفة كما علقت أوساط إسرائيلية وغربية. قادة اسرائيل بحاجة لأن يسمعوا مثل هذه المواقف من قائد مقاومة قصفت العمق الاسرائيلي بمئات الصواريخ مخترقة (القبة الحديدية). هم بحاجة الى ان يسمعوا ذلك ليخرجوا من مستنقع التطرف والعنصرية ومحاولة نفي وجود الشعب الفلسطيني وإنكار كل حق من حقوقه الوطنية والإنسانية تحت وطأة احتلال ارضه وقتل أبنائه وتشريدهم على مدى عقود طويلة.
لا يوجد تطرف في الدنيا اشد واقبح من التطرف الصهيوني لانه يترجم كل يوم واحيانا كل ساعة بعمليات قتل المدنيين الفلسطينيين بالجملة ومخططات تهويد تنفذ على مدار الساعة وعمليات اعتقال تطال الآلاف خلف أسوار معتقلات دائمة. شعار كل فلسطين للفلسطينيين الذي رفعه مشعل ليس تطرفا بمواجهة شعار (اسرائيل دولة يهودية) بما يحمل من مخطط إجرامي لتهجير مليون ونصف المليون فلسطيني من الجليل والناصرة، والتمسك بفلسطين من النهر الى البحر ليس تطرفا بمواجهة مخططات نتنياهو وعصابة اليمين التي تعمل ليلا نهارا بتهويد وضم الضفة والقدس.
بهذا المعنى وغيره زيارة مشعل الى غزة ضرورية وناجحة ومناسبة لقول ما قال من فوق ارض فلسطين ومن بين صفوف المقاومة لانه ثبت بعد ٣٣ عاما من ما يسمى مسيرة السلام، ثبت ان مواجهة الاحتلال تحتاج الى تغيير اللغة والأسلوب من اجل إزالته والا فان إرهاب اسرائيل وحروبها واستيطانها سيصبح خطرا يهدد حياة الامة كلها وليس فلسطين فقط.
(الراي )
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير