عن انتهاء حقبة تعاميم هيئة الاعلام
لم يكن يزعجنا شئ في وسائل الاعلام المختلفة اكثر من كثرة تعاميم منع النشر التي كانت تردنا بصفة دائمة من قبل هيئة الاعلام التي كانت احيانا تعمم المنع دون قرار قضائي وفي احيان اخرى تستند الى قرارات قضائية مدنية او عسكرية .
منذ تعيين المحامي الشاب محمد قطيشات مديرا لهيئة الاعلام ،وهو الذي طالما كان واحدا من اهم المدافعين عن الحريات الصحفية ووكيلا متطوعا للدفاع عنهم في المحاكم ، توقفت هذه الظاهرة،وانتهت معها حالة القلق التي لازمت كل بريد الكتروني يردنا من الهيئة ،ولو كان يتضمن في بعض الاحيان دعوة للتغطية الصحفية .
بلا شك ان اختيار قطيشات عكس منذ البداية توجها رسميا جديدا من قبل الحكومة والجهات الامنية ذات الصلة لاعادة النظر في شكل العلاقة مع وسائل الاعلام ،واحسنت الحكومة و وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال د. محمد حسين المومني صنعا ،عندما اختاروا اعادة النظر في نهج هذه المؤسسة التي يفترض ان تكون الاقرب للصحفيين والاكثر التصاقا بهذا القطاع واهتماما بتنظيمه ومراجعة التشريعات الناظمة للعمل الصحفي ،وذلك بدل ان تكون احدى فواعل التأزيم والتوتير والتقييد ..
ما نتمناه ان يتكرس هذا النهج،ويجري تعزيز الثقة بين الصحافة والهيئة وان يُباشر في التأسيس لشكل جديد من العلاقة بين السلطة ووسائل الاعلام ..