تقارب المعشر مع نائبي معا.. هل هي ولادة لتحالف جديد ام اعادة انتاج للفشل؟
جو 24 :
كتب المحرر السياسي - بعد فشلهم الذريع في التشكل والخروج باطار سياسي ذا بال ،وبعد تراجع حضورهم السياسي حد الغياب ،وبعد ان تبين لهم ان بضاعتهم قد ردت اليهم بعُجرها وبُجرها ،اخذوا يبحثون عن بناء تحالفات مع اقرب كسر عشري سياسي في المشهد ليعيدوا الكرة ،عسى ان ينجحوا هذه المرة في ايجاد موطئ قدم يؤهلهم للعودة من جديد لذات العبث الذي انحسر مدَّه لحظة تنازل السلطة عن رموزهم .
فريق مبادرة -الذي لا يتجاوز عدده اصابع اليدين -، لم ينجح في تشكيل حزب سياسي كما اعلن ،لا بل فشل بالمحافظة على مقاعده المحدودة في مجلس النواب،وخرج منظره مصطفى الحمارنة من معركة الانتخابات الاخيرة خاسرا ،لصالح الصحفي نبيل غيشان الذي نجح في كسب ثقة واصوات ابناء محافظة مأدبا بمسلميها ومسيحييها.
وكحال المدمنين على التعاطي واقصد هنا السياسي وليس شيئا آخر ،اخذ اعضاء فريق مبادرة الذي يقوده صاحب التجربة المتواضعة في العمل السياسي محليا العضو في معهد كارنيغي مروان المعشر،يفكرون باعادة التموضع ، وهذه المرة من خلال بناء تحالف جديد ،ونقصد هنا الالتقاء مع النائبين خالد رمضان وقيس زيادين ، اللذين اختلافا اثناء الانتخابات واتسعت الفجوة بينهما بعد فوزهما بالانتخابات.
المعشر الذي لم يفق للان من صدمة فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الامريكية تواصل مع نائبي "معا” و جمعهم بفريقه الى جانب عدد من السياسيين والاعلاميين ،والغاية هي بناء تحالف جديد يأخذ من الدولة المدنية عنوانا لهذا الخليط من الشخصيات السياسية التي من غير الممكن ان تتوافق على صيغة سياسية جامعة ولو التقوا على الخطوط العريضة ..
المعشر وفريق مبادرة الذي تفكك تقريبا واثناء لقاءاتهم مؤخرا مع سياسيين ونائبي "معا” ،اكدوا دعمهم لمشروع الدولة المدنية الذي يتماهى - وفق توصيفهم- مع مفهوم الدولة العلمانية الذي دعا اليه خالد رمضان،كما بحثوا في امكانية تشكيل حزب سياسي يضم هذه المجموعة وكل من يؤمن بهذه الفكرة من مختلف محافظات المملكة ، وفي هذه اللقاءات احتدم الحوار وارتفع سقف التوقعات والامال ، ولكن للاسف يبدو ان المعشر وهذه المجموعة من السياسيين ليسوا على اتصال مع الواقع ، فلم يدركوا حتى الان وبعد كل هذه الاخفاقات ان لا امتداد حقيقيا شعبويا لهذه الافكار، وان الناس لن تقبل لاي سبب من الاسباب ان تنسلخ عن هويتها التاريخية والحضارية والدينية ،لصالح فكرة مستوردة ظهرت في سياقات تاريخية مختلفة ، ولو عرفوا ان لهذه الافكار داعمين ومؤيدين من الشرق والغرب .
هذه الفرقة ستواجه ذات مصير المبادرة عاجلا ام اجلا ،ما لم تدب الخلافات والنزاعات بينهم قبل ان ينجحوا في تشكيل اي اطار سياسي بالاساس ..