مدّاح المعايطة
مدير عام المركز الثقافي الملكي، محمد أبو سماقة، ألقى خطبة "عصماء" عوضا عن كلمة اعتيادية، احتفاء بوزير الدولة لشؤون الإعلام، سميح المعايطة، الذي رعى مهرجان كرامة لحقوق الإنسان.. حيث قال أبو سماقة في المعايطة ما لم يقله مالك في الخمر، وتجاوز في مديحه ما قاله المتنبي في سيف الدولة الحمداني.
وبعيدا عن الأخطاء اللغوية التي شوهت خطاب أبو سماقة، إلا أنّه وصل بمديحه للمعايطة إلى درجة اعتبر فيها أنّ مجرّد رعاية الأخير لمهرجان "كرامة" "يعبّر عن مدى احترام الدولة الأردنية لقضايا حقوق الإنسان".
أبو سماقة تجاهل دفاع المعايطة المحموم عن قانون المطبوعات والنشر، الذي تمّت صياغته في الغرف المغلقة لفرض صحافة الرأي الواحد ومصادرة حرية الإعلام، وتناسى مواقف صاحبه التي تجعل من حضوره للمهرجان يتناقض مع جوهر فكرته.. ولا ندري كيف تعتبر رعايته لهذا المهرجان دليل على "احترام الدولة لحقوق الإنسان" !!
ترى.. في أي حقبة زمنية يعيش جهابذة المديح والإطراء، الذين يصرّون على إنكار ما يدور في الشارع الأردني من قمع واعتقال لمئات الفتية، واتهامهم بتقويض نظام الحكم ومناهضته لمجرّد قيامهم برفع يافطات تطالب بالخبز والحريّة ؟!
"ومن حق المواطنين علينا أن نوفر لهم فضاءات جديدة للإبداع، ومناخات حرة ونقية تتجلى فيها كافة أشكال الثقافة والفنون، بعيدا عن كافة أشكال التعتيم ومصادرة وجهات النظر، وبعيدا عن سياسة الفرض والرقابة والإملاء، والأهم من ذلك بعيدا عن الثقافة الموجهة والتي تساهم في اغتيال خيال المبدع والتدخل في رؤاه التنويريّة الحرّة".. هذا ما قاله أبو سماقة في مديحه لمروّج قانون المطبوعات، والتي يحاول فيها استغفال الناس والتنكر للواقع.. ولا ندري أين هي "الفضاءات" التي يوفرها قانون المطبوعات للصحافة المستقلة "بعيدا عن التعتيم والرقابة والثقافة الموجهة".. أم هل كان يقصد بتلك "الفضاءات" باحات السجون والمعتقلات ؟!