مصالح التبغ
وزارة الصحة طالبت عبر كتاب رسمي أرسلته لوزارة المالية بعدم الموافقة على التوجه المعلن لتخفيض سعر الدخان، مؤكدة أن هذا القرار في حال تمريره يعدّ هدما لجهود الوزارة في مكافحة آفة التدخين في المملكة، والتي تعتبر من أعلى الدول ارتفاعا في نسبة المدخنين.
كما حذر مركز الحسين للسرطان من تخفيض اسعار التبغ، بخاصة وانه يتسبب بأمراض القلب والاوعية الدموية والسرطان وبما يزيد عن 50 بالمئة من الوفيات سنويا.
إضافة إلى المحاذير الصحيّة يجدر التنويه إلى أن السلطة التي رفعت الدعم عن المشتقات النفطية -ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسيّة- تقرّر خفض أسعار الكماليّات حماية لمصالح شركات التبغ، ما يعكس إصرار حكومة الظلّ على الانحياز ضدّ مصلحة الوطن والمواطن لصالح فئة احتكرت السلطة والثروة، حتى وإن تطلب الأمر قلب الموازين !!
لا يتبادر إلى الذهن أن قامت أية دولة -باستثناء الأردن- برفع أسعار السلع الأساسية مقابل خفض أسعار الكماليات من أجل تحقيق مصالح إحدى الفئات الاجتماعيّة، ففي الوقت الذي يطالب فيه الشارع الأردني بفرض مبدأ الضريبة التصاعديّة، وزيادة الضرائب على كبار المستثمرين عوضا عن اللجوء إلى جيوب الفقراء لحلّ الأزمة الاقتصادية، تبادر السلطة إلى تخفيف العبء عن شركات التبغ إصرارا على نهجها الذي كان السبب الرئيس فيما تشهده البلاد من أزمة مركبة !!