وماذا بعد حادثة الكرك؟!
مختلفة حادثة الكرك إلى حد كبير، عن حوادث أخرى، سواء ما جرى قرب مخيم البقعة، أو حادثة الرقبان، وصولا إلى خلية إربد.
مختلفة لأنها جاءت حلقة إضافية في سلسلة طويلة من الحوادث الإرهابية، ولأنها أدت الى نتائج مؤلمة على صعيد عدد الشهداء والجرحى، هذا فوق إن حادثة الكرك، تقول وتؤكد أن هذه الجماعات كانت تخطط لشيء ما، اكبر من التوقعات، وانكشف جراء تبليغ مواطن، بعد شكوكه اثر رائحة البارود، في شقة القطرانة.
هذا يعني ان المجموعة كانت تجهز لحوادث كبيرة جدا، ربما على مشارف رأس السنة الجديدة، أو في أي سياق آخر، وارث هذه الجماعات معروف، ولا ننسى تفجيرات عمان التي أودت بالأبرياء، دون أن يقف مخططوها عند موانع دينية أو وطنية او اخلاقية، لتردعهم عن فعلتهم.
ماهو مهم هنا السؤال حول الخط البياني التصاعدي للمواجهة مع التنظيمات المتطرفة، فالواضح تماما، ودون اثارة لذعر الناس، ان هذا الخط يرتفع يوما بعد يوم، وهذا يقودنا الى قراءة عام 2017 وعما يمكن توقعه في هذا الصدد، بشأن المواجهة مع هذه التنظيمات؟!.
لاتحتاج القصة الى ذكاء من نوع خاص، فالازمة التي تواجهها هذه التنظيمات في العراق وسوريا، ستدفعها الى توسعة دائرة المعارك، او البحث عن ثغرات في اي دولة اخرى، لاعتبارات كثيرة، أقلها تخفيف الضغط عليها، وشبك الجبهات ببعضها البعض.
هذا يعني ان توقع مزيد من الحوادث امر ليس صعبا، خصوصا، مع الكلام عن نظريات المؤامرة التي تقول هنا، ان بعض المشغلين الاساسيين لهذه التنظيمات يريدون الانتقام من الأردن، لاعتبارات كثيرة، واذاقته الكاس المرة التي شرب منها البعض، وهذا كلام يعني فعليا بعض الدول، التي تدعي انها تعاني من الإرهاب لكنها توظفه ايضا في سياقات محددة.
في كل الأحوال نحن أمام مواجهة مفتوحة، تقول ان العام المقبل، قد يشهد عمليات أخرى، فالتيارات المتطرفة، لا تتراجع بمجرد انهاء مجموعة، او قتل مجموعة، خصوصا، حين تعتبر ان هذا أمر لا بد منه، من أجل تحقيق غايات معينة.
كل هذا يقول إننا في الأردن، أمام تحول كبير، بشأن محاربة الإرهاب، الذي جابهه الأردن الرسمي والشعبي على مدى سنوات، داخليا وخارجيا، لكنه يحاول أن ينتصب بقامته البشعة في الاردن بكل الوسائل، لاعتبارات مختلفة.
لا يحتمل الامر هنا المزيد من الوعظ للجهات الرسمية، ولا للناس، لكن لا بأس ان يقال ان الاردن مهدد مالم يتنبه كثيرون، وخصوصا، الأفراد الذين عليهم واجب التحسس لكل ماهو خطر بشأن بلادهم، وهذا جانب محدد.
مجمل المشهد يحكي لك، ان هذه الجماعات كلما تعرضت لضربة، أصرت على العودة لإثبات قدرتها، وترويع الأبرياء، دون اي حساب لكلفة الدم، ولا كلفة الامن والاستقرار، ولا اخشى هنا، الا ان تصير الضربات على هذه الجماعات في سوريا والعراق، سببا في بحثها عن مسرب نجاة، والاردن هنا، في عين الخطر، لكونه قريبا من البلدين، ولكونه ايضا، يعاني من وجود مثل هذه التيارات بين بعض افراده المواطنين، او المقيمين.
في كل الحالات، نحن امام تحول جذري، فحادثة الكرك، تختلف عن سابقاتها، لاعتبارات كثيرة، والمراهنة هنا، على الناس من جهة، وعلى قدرة الدولة، على صد هذه الموجات الإرهابية.