jo24_banner
jo24_banner

معركة دمشق لن تكون الأخيرة

طاهر العدوان
جو 24 : قبل مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد امس في مراكش جرت تحركات سياسية لافتة على المستوى الدولي مثل اللقاء الثلاثي الذي جمع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مع نظيرها الروسي بمشاركة الوسيط الأممي الاخضر الإبراهيمي ، وبعدها عقد في جنيف لقاء جمع الاخير مع وكيل الخارجية الامريكية وليام بيرنز ومساعد وزير الخارجية الروسية . اما في بروكسل فقد التأم وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي بحضور رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب .
محللون وصفوا هذه التحركات بانها تستهدف أمرين ( بسبب المشاركة الروسية) الاول :- الضغط على موسكو لتقديم ضمانات بان لا يستخدم الاسد الاسلحة الكيماوية بعد ما تداولته الأوساط الغربية من قيامه بتجهيز بعض هذه الاسلحة في طائرات وقذائف مدفعية . الثاني :- تجديد المحاولة لإقناع موسكو بالقبول بمرحلة انتقالية بدون الاسد . وصاحب ذلك تسريبات عن تحرك روسي لتامين اقامة له في فنزويلا . اما عن دوافع هذا الضغط الامريكي والأوروبي على روسيا فهو تزايد القناعة بان النظام يعيش مراحله الاخيرة وان معركة دمشق قد تكون المعركة الاخيرة له .
يبدو ان هذا الجهد السياسي الدولي تجاه موسكو لم يأت ثماره ولهذا توالت الاعترافات بالائتلاف السوري كممثل شرعي للشعب السوري مع ضغوط على المعارضة لكي تقوم بتشكيل حكومة مؤقتة وهذا ما نتج عن مؤتمر أصدقاء سوريا في المغرب ، ويبدو ان هذا الاعتراف سيفتح الباب امام دعم مادي للمعارضة مع إرسال مزيد من الاسلحة الى الجيش الحر .
حتى الان لا يبدو ان السيناريو الدولي الجديد في التعامل مع الازمة سيدفع النظام الى القبول بالأمر الواقع ، ومن التسرع بمكان تجاهل ما بقي من قدرات الاسد في البقاء وربما في تنفيذ سيناريوهات مضادة قد تجعل من الأسابيع او الأشهر المقبلة محل تطورات قد تكون الاكثر دموية في سوريا . والأكثر انعكاسا على استقرار الاوضاع في الاقليم ، مثل أقدام الاسد على استخدام الاسلحة الكيماوية في اطار هجوم معاكس في الداخل وعبر الحدود يقلب الاوراق ويحيل جميع التنبؤات بالوصول الى نهاية الصراع الى كوابيس .
ان محاولات المحللين السياسيين تصوير معركة دمشق بانها سهلة هي أبعد ما تكون عن الواقع فالنظام مثله مثل الثوار اختار المناطق السكانية للاستمرار في القتال وهذا ما حدث في حمص ويحدث في حلب وقد تستمر معركة دمشق أشهر طويلة . ومن ناحية اخرى يرى كثير من العارفين بطبيعة النظام وأهدافه ، انه لا يعتبر العاصمة معركته الاخيرة وانما الجسر الاخير الذي ينقله الى المربع الطائفي على الساحل ، والذي تم تجهيزه منذ اكثر من ثلاثة عقود باحدث انواع الاسلحة البرية والجوية وبحماية القاعدة الروسية البحرية.
يستبعد كل من يعرف النظام السوري فكرة رحيل الاسد الى فنزويلا او اي مكان اخر لانه لا يستطيع ذلك حتى لو أراد فانصاره الذين يخوضون معه غمار مصير مشترك لن يقبلوا ان يتركهم وحدهم لمواجهة أعباء حرب دموية ، وأمام هذا الانسداد بوجه محاولات انهاء هذه المأساة فان المسؤوليات تزداد ثقلا على موسكو لانها باتت تتحمل مهمة ايجاد مخرج يفتح الأبواب لمرحلة انتقالية تتم بدون الاسد لكن بالاتفاق مع أركان النظام والجيش لإخراج البلد من مستنقعات القتل والتدمير والانقسام .الرأي
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير