jo24_banner
jo24_banner

فوضى في الرابع والعشرين

ماهر أبو طير
جو 24 : ستجري الانتخابات النيابية في الثالث والعشرين من الشهر المقبل، والمؤكد ان ليلة النتائج ويوم اعلانها، اي يوم الرابع والعشرين سيشهدان فوضى عارمة في كل مكان.

هذا يفرض منذ هذه الايام الاستعداد لذلك اليوم، لان الف مرشح سيرسبون خلال الانتخابات النيابية المقبلة سيعلنون ان تزويرا ما تم ضدهم، اتكاء على تجارب سابقة، خلال الانتخابات النيابية، وسنرى بكل بساطة حوادث ومشاجرات واستعمالا للسلاح واطلاقا للنار، وكل مرشح راسب يريد حفظ ماء وجهه المراق امام اقاربه سيقول انه تعرض لمؤامرة كونية.

هذا مشهد تتم قراءته منذ اليوم، ولنا اسبقيات في العنف الانتخابي، واسبقيات في العنف الجامعي، واسبقيات في العنف الاجتماعي، والتوتر في العصب العام، بارز للعيان، وعلى اقل كلمة تقال قد تحدث مشاجرة كبرى بين الناس، فما بالنا بالصراع على النفوذ والسلطة والقوة والكراسي؟!.

الوحدة الاجتماعية في البلد مفتتة، من تجارب انتخابية سابقة، والكل يحمل مشاعر سلبية، ويعتقد انه في معركة مع عائلة اخرى او قريب اخر من اجل تولي مقاليد السلطة البرلمانية، اضافة الى ان هذه الانتخابات ستشهد انفاقا ماليا هائلا من جانب المرشحين الفرديين ومرشحي القوائم، والخسارة في الانتخابات تعني خسارة المال فوق خسارة الجاه المحتمل.

لاجل ذلك، لا بد من الشفافية الكبيرة وعدم التدخل في الانتخابات النيابية بأي شكل، وعدم تقديم اي تسهيلات لاي احد، ونسمع عن عشرات القصص والمخالفات التي يرتكبها موظفون عاديون، عبر الايحاء انهم مع فلان، او ان لديهم تعليمات بدعم فلان، وذات المرشحين يخلقون ايحاءات في هذا الصدد بأنهم حصلوا على مباركة هذا المسؤول او ذاك، او زاروا مؤسسة لاستشارتها للترشيح، والمشكلة ان كثرة تصدق هذه القصص، وسيأتي ارتدادها لاحقا يوم اعلان النتائج.

لا نريد ان يبقى الضغط على العصب العام سيدا للموقف، ويكفينا الذي عشناه خلال الفترة الماضية، ولا ينقصنا توتير فوق توترنا العام، وهذا يفرض منذ اليوم، الاستعداد ليوم الرابع والعشرين من الشهر المقبل، والاصرار والتأكيد على ان لا مرشح لاي جهة في الدولة للانتخابات النيابية، وان كل من يدعي ذلك هو كاذب، وان يتم فتح العيون جيدا على من يدعون ذلك، او من ينتظرون يوم الرابع والعشرين لتحويله الى يوم دموي لا سمح الله.

MAHER@ADDUSTOUR.COM.JO



(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news