لم يعد الامر يحتمل
لا يبدو أن هناك حد لجشع بعض المدارس الخاصة التي لا تتورع عن رفع اقساط المدارس بنسب فلكية دون أن يكون هناك رادع لها، فيكفيك أن تحتج لدى مدرسة حتى يقول لك صاحبها أو مديرها "مش عاجبك انقل اولادك،" منطق اعوج طبعا.
كتبنا في هذه الزاوية اكثر من مرة مطالبين الحكومة بالتصدي لهذه الحفنة من المستثمرين الذين ليس لهم علاقة برسالة التعليم، غير أن شيئً لم يتغيّر وخاصة بعد أن اعلنت بعض المدارس عن نيتها رفع رسومها الدراسية ابتداء من بداية العام الدراسي المقبل بنسبة تتراوح بين ٣٣٪ و٣٨٪.
على وزارة التربية والتعليم ان تتدخل بشكل حاسم مع هذه الفئة الجشعة وتصدر تعليمات جديدة للتعليم الخاص ومنها التهديد بسحب الرخص إن لم تلتزم هذه المدارس بنسبة معقولة حسب نسب التضخم، على أن تكف هذه المدارس عن توظيف معلمين ومعلمات فقط لمدة تسعة اشهر في السنة. وتقع على عاتق ادارة التعليم الخاص تصنيف هذه المدارس على ان تلتزم هذه المدراس بالمعايير التي تضعها الوزارة واهمها توفير عيادة للطلبة وملاعب معقولة ودورات مياه نظيفة.
وقد بلغ الجشع حدا وصل فيه ثمن كتب الصف الاول الاتبدائي في احدى المدارس في عمان الغربية الى ٥٧٠ دينار اردني وهو مبلغ يكفي لشراء كتب طالب بكالوريوس على مدى اربع سنوات ! لا يجوز أن تتحكم هذه المدارس بالاف الاسر، ففي وقت توجد لهذه المدارس نقابة خاصة نطالب تأسيس جمعية لأولياء الامور حتى تقف ندا لتفرد هذه الحفنة الجشعة من المستثمرين الذين يتاجرون حتى في قوت اولادنا.