كفى تضليلا
أكد وزير التنمية السياسية وزير الشؤون البرلمانية بسام حدادين، أن الحكومة البرلمانية هي أرقى أشكال الحكم في العالم، حيت تفرز برلمانا تمثيليا عبر انتخابات نزيهة، وكتل وأحزاب سياسية برامجية، وأن الأردن وضع أولى اللبنات في هذا المجال من خلال القائمة الوطنية. وقال إن البرلمان القادم وضمن القانون الحالي سيكون أداؤه السياسي والتشريعي والرقابي متقدماً، موضحا أن عملية الإصلاح السياسي تحتاج إلى برلمان قوي ومُسَيّس قادر على التغيير ويعبر عن أماني وتطلعات الأردنيين.
لا غبار على ما تفضل به الوزير بخصوص الحكومة البرلمانية لكن ربما لا يعلم معاليه أن ثمة فرق هائل بين الحكومة البرلمانية التي تأتي نتيجة انتخاب واحزاب مستقلة تضع برنامجا يقود عمل الحكومة وبين تزوير عدد من النواب لينفذوا برنامجا معدا سلفا. كما ان الوزير ربما يجهل أن نزاهة الانتخابات التي هي المعيار على حيادية الدولة اصبحت مثارا للشك بعد أن تبين أن المحسوبين على الاجهزة والدولة هم من يحتجزون البطاقات الانتخابية وربما هم من سيصلون الى قبة البرلمان ليعيدوا مشهد ديمقراطية الاحذية المتطايرة خدمة لاسيادهم وامتثالا لمن يحركهم بالريموت.
لم تسعف معالي الوزير خبرته الواسعة في مجلس النواب عندما قال بأن المجلس القادم سيكون متقدما تشريعيا ورقابيا ! عن جد يا معالي الوزير؟ كيف؟ هل يمكن أن يكون هناك مجلس نيابي يشكل حكومة برلمانية ببرنامج مستقل عما هو معد سلفا حتى يكون قادرا على الرقابة والتشريع؟ وربما على الوزير ان يفهم بأن الشعب الاردني منقسم على العملية برمتها وان حكومته لا تحظى بشعبية ولا ربما بشرعية عند قطاعات واسعة من الشعب الاردني ! لم تصل الدولة في يوم من الايام الى هذا المستوى من البؤس لتلجأ الى التضليل وخلق الانطباعات الكاذبة دون أن ترى أو لا تريد ان ترى أن عوراتها مكشوفة على الملأ.