الربيع والإعلام : استقطاب الأعداء
طاهر العدوان
جو 24 : تقترن الحرية الإعلامية بالحرية السياسية لهذا كان من المنتظر ان تقفز حرية الاعلام خطوات كبيرة الى الامام في ظل الربيع العربي وثوراته وشعاراته الا ان ذلك لم يحدث ، ومثلما واجهت الثورات السياسية مشاكل وحروب وأزمات في البلدان المعنية فان الاعلام واجه عقبات وتحديات بل حروبا من نوع مختلف .
استقطب الاعلام عداء قوى سياسية حملها الربيع الى الواجهة كما حدث في تونس عندما قام جمهور من السلفيين بمهاجمة المحطة التلفزيونية نسمة بعد ان بثت( فلم كرتون ) زعم انه يسيء الى الاسلام . واستقطب عداء قوى وصلت الى السلطة كما في مصر التي حوصرت فيها محطات فضائية بسبب مسلسل او إثر مناظرة سياسية قيل ان المشاركين فيها اساءوا الى الرئيس ، وفي الايام الاخيرة تم الاعتداء على مقرات صحف في سياق المواجهات حول الدستور . ويقوم رئيس الحزب السلفي حازم ابو اسماعيل بمحاصرة المدينة الإعلامية وهو حادث لم تشهده العاصمة المصرية في ظل مبارك .
يبدو ان بعض التيارات الدينية التي انتقلت من حملات الدعوة الى عالم السياسة و المنافسة على الأرائك النيابية وغيرها تنظر الى حرية الاعلام من باب الممنوعات ، تحت الزعم بان هذه الحرية تتناقض مع التمسك بالهوية الثقافية للامة ولهذا تنظر بعداء الى الفن وإبداعاته ، وهذا يتناقض تماماً مع روح الربيع العربي الذي انفجر في الشوارع من اجل خلق مناخات الحرية والإبداع في مختلف أنشطة المجتمع .
ما ظهر في شوارع مدن مصر وريفها من عنف خلال الانقسام القائم حول الدستور هو ظهور نزعة القمع ليس بين اجهزة البوليس انما بين صفوف حركات استدعت الدين والشريعة الى غير موضعها ولوحت بها سوطا بوجه خصومها ومنتقديها حتى ان بعض رموزها تحدث عبر الفضائيات عن الاستعداد للتضحية بمليون مصري للدفاع عن مرسي وقصر الاتحادية بزعم حماية الشرعية . مثل هذا التطرف الفج بعيدا عن روح الاسلام السمحة وهو منحدر من ثقافة إباحة دماء الاخرين من الذين يعارضونهم بمسيرات سلمية او برأي يبثه الأثير.
من تاريخنا الاسلامي ان والي خراسان كتب الى الخليفة عمر بن عبد العزيز قال فيه ( اهل خراسان قوم ساء رعيتهم وانه لا يصلحهم الا السيف والسوط فان رأى امير المؤمنين ان يأذن لي بذلك ). فكتب اليه عمر « اما بعد لقد بلغني كتابك تذكر فيه ان اهل خراسان قد ساءت رعيتهم وانه لا يصلحهم الا السيف والسوط فقد كذبت ، بل يصلحهم العدل والحق ابسط ذلك فيهم والسلام «. فمن اين يأتينا، وفي زمن صيحات الحرية والكرامة ،من يسمح للسانه وهو يزعم الاسلام والإيمان بانه مستعد للتضحية بمليون مصري من اجل دستور لحزبه او دفاعا عن برنامجه السياسي !!
اذا كان هناك ما يجب محاصرته في قطاع الاعلام العربي فهي الفضائيات التي تبث التعصب المذهبي والكراهية الدينية بين الشعوب العربية ، وانا هنا لا ابرئ الاعلام الحديث من الأخطاء والتجاوزات التي يرتكبها باسم حرية الرأي فهناك من بين صفوف المنتمين لليسار والعلمانيين والقوميين من يتعمد استفزاز الاسلاميين والناس بالإساءة الى الدين باسم حرية النقاش وتبادل الرأي مدفوعا بالمزاعم القائلة بان الدين يتعارض مع الحرية ويتناقض مع التعددية الثقافية . فيما هو ، وفي ظل حرية المعتقد غذاء لضمائر الناس يساعدهم على تخليص فكرة الحرية من الشوائب في النظرية واثناء الممارسة .
(الرأي)
استقطب الاعلام عداء قوى سياسية حملها الربيع الى الواجهة كما حدث في تونس عندما قام جمهور من السلفيين بمهاجمة المحطة التلفزيونية نسمة بعد ان بثت( فلم كرتون ) زعم انه يسيء الى الاسلام . واستقطب عداء قوى وصلت الى السلطة كما في مصر التي حوصرت فيها محطات فضائية بسبب مسلسل او إثر مناظرة سياسية قيل ان المشاركين فيها اساءوا الى الرئيس ، وفي الايام الاخيرة تم الاعتداء على مقرات صحف في سياق المواجهات حول الدستور . ويقوم رئيس الحزب السلفي حازم ابو اسماعيل بمحاصرة المدينة الإعلامية وهو حادث لم تشهده العاصمة المصرية في ظل مبارك .
يبدو ان بعض التيارات الدينية التي انتقلت من حملات الدعوة الى عالم السياسة و المنافسة على الأرائك النيابية وغيرها تنظر الى حرية الاعلام من باب الممنوعات ، تحت الزعم بان هذه الحرية تتناقض مع التمسك بالهوية الثقافية للامة ولهذا تنظر بعداء الى الفن وإبداعاته ، وهذا يتناقض تماماً مع روح الربيع العربي الذي انفجر في الشوارع من اجل خلق مناخات الحرية والإبداع في مختلف أنشطة المجتمع .
ما ظهر في شوارع مدن مصر وريفها من عنف خلال الانقسام القائم حول الدستور هو ظهور نزعة القمع ليس بين اجهزة البوليس انما بين صفوف حركات استدعت الدين والشريعة الى غير موضعها ولوحت بها سوطا بوجه خصومها ومنتقديها حتى ان بعض رموزها تحدث عبر الفضائيات عن الاستعداد للتضحية بمليون مصري للدفاع عن مرسي وقصر الاتحادية بزعم حماية الشرعية . مثل هذا التطرف الفج بعيدا عن روح الاسلام السمحة وهو منحدر من ثقافة إباحة دماء الاخرين من الذين يعارضونهم بمسيرات سلمية او برأي يبثه الأثير.
من تاريخنا الاسلامي ان والي خراسان كتب الى الخليفة عمر بن عبد العزيز قال فيه ( اهل خراسان قوم ساء رعيتهم وانه لا يصلحهم الا السيف والسوط فان رأى امير المؤمنين ان يأذن لي بذلك ). فكتب اليه عمر « اما بعد لقد بلغني كتابك تذكر فيه ان اهل خراسان قد ساءت رعيتهم وانه لا يصلحهم الا السيف والسوط فقد كذبت ، بل يصلحهم العدل والحق ابسط ذلك فيهم والسلام «. فمن اين يأتينا، وفي زمن صيحات الحرية والكرامة ،من يسمح للسانه وهو يزعم الاسلام والإيمان بانه مستعد للتضحية بمليون مصري من اجل دستور لحزبه او دفاعا عن برنامجه السياسي !!
اذا كان هناك ما يجب محاصرته في قطاع الاعلام العربي فهي الفضائيات التي تبث التعصب المذهبي والكراهية الدينية بين الشعوب العربية ، وانا هنا لا ابرئ الاعلام الحديث من الأخطاء والتجاوزات التي يرتكبها باسم حرية الرأي فهناك من بين صفوف المنتمين لليسار والعلمانيين والقوميين من يتعمد استفزاز الاسلاميين والناس بالإساءة الى الدين باسم حرية النقاش وتبادل الرأي مدفوعا بالمزاعم القائلة بان الدين يتعارض مع الحرية ويتناقض مع التعددية الثقافية . فيما هو ، وفي ظل حرية المعتقد غذاء لضمائر الناس يساعدهم على تخليص فكرة الحرية من الشوائب في النظرية واثناء الممارسة .
(الرأي)