الفلسطيني بين المطرقة والسنديان
ماهر أبو طير
جو 24 : كما توقع كثيرون،تم الزج بالفلسطينيين في سورية في الصراع الداخلي،وطائرات الاسد تسترجل على مخيم اليرموك ومن فيه،فتقتل العشرات في مشهد لايختلف كثيراً،عن طائرات اسرائيل التي تقصف غزة وغير غزة.
الانظمة العربية تعتبر ان الفلسطيني رخيص ودمه بلا ثمن،وروحه بلا دية،ولااحد يطالب بها،ولان احمد جبريل زعيم القيادة العامة الفلسطينية،لم يتعلم من اخطاء التنظيمات الفلسطينية في دول عربية اخرى،فقد سمح بالزج بالفلسطينيين في هذه الحرب الدموية وهرب الى طرطوس حيث الاغلبية العلوية،حصنه الاخير.
في مخيم اليرموك،فلسطينيون مشردون،يريدون ان يعيشوا حتى يعود وطنهم المسلوب،ولان التنظيمات تتقاسم النفوذ في المخيمات،فقد كانت مهمة القيادة العامة قمع المخيم حتى يبقى موالياً للاسد،مقابل الدعم المالي والعسكري الذي تقدمه دمشق الرسمية لجبريل.
النظام السوري قصف مخيم الرمل الفلسطيني في اللاذقية،وقصف مخيم الفلسطينيين في درعا،والجيش السوري الحر يريد السيطرة على مخيم اليرموك،وبعض مقاتليه دخلوا المخيم،والنظام السوري له رجال من رجال القيادة العامة فيه،والاشتباكات بين الطرفين تصاعدت،وكانت ذروتها قصف طائرات الاسد للمخيم وقتل الابرياء،ممن لاجمل لهم ولاناقة في هذه الحرب.
الفلسطيني مذبوح في الحالتين،اذا جلس ساكتا لامه الثائرون السوريون واتهموه بأنه اما عميل للنظام،او حيادي الى درجة الجبن،واذا اصطف مع الثورة السورية حرقته الدولة السورية،واذا حارب مع النظام السوري،ثأرت منه الثورة باعتباره يتجاوز اصول الضيافة.
وفي لبنان يتم حرق مخيم كامل وتشريد خمسة عشر الف فلسطيني وهدم بيوتهم من اجل ثلاثين مطلوبا،كان ممكنا تلقيطهم واحدا تلو الاخر،بدلا من حرق المخيم.
في دول اخرى يتم حرق الفلسطيني تارة لانه ضد صدام حسين،وتارة لانه مع صدام حسين،وتارة لانه سني،وتارة لانه بلا موقف،وهكذا تتوالى الضربات على رؤوس هؤلاء في كل مكان.
قلنا سابقا ان انزلوا عن اكتاف الفلسطينيين،لان الزج بهم في هذه المعارك ليس من مصلحتهم،لكنها افعال الانظمة والتنظيمات الوكيلة،وفي كل حالة يخرجون باعتبارهم فرق حساب وسط هذه المعادلات.
فلسطينيو سورية امام وضع مأساوي مقبل على طريق،واكثر من سبعمائة الف انسان،سيتم تشريدهم مجددا،لانهم اليوم تحت اتهام النظام والثورة معا،اذ لوانتصرالنظام فسوف يثأر منهم باعتبار بعضهم وقف مع الجيش الحر،او لانهم لم يقتلوا اخوتهم السوريين ولم يدافعوا عن النظام.
اذا انتصرت الثورة فسيتم الثأر منهم ايضا لانهم لم يتحركوا ضد النظام مبكراً كما يجب،ولان جبريل كان معششا بينهم مثل طير الغراب وبيضه في بيوت المساكين،وفي ازقة المخيم البائسة.
معادلة الفلسطينيين في سورية ممتدة الى فلسطيني لبنان،واكثر من مليون فلسطيني تحت تهديد جديد من الذبح والهجرة،وقد يأتون الى الاردن او تركيا او قد يتم رميهم في البحر،على يد صناديد العرب،والمؤكد انهم امام خراب بيت جديد.
هو الفلسطيني يمضي عمره بين المطرقة والسنديان،في كل مكان،وهوايضا الذي تعد سيئته بعشر سيئات،فيما حسنته بحسنة واحدة،على عكس حساب الله للناس،حين تكون السيئة بالسيئة،والحسنة بعشر حسنات.
اسد علي وفي الحروب مع اسرائيل نعامة.
maher@addustour.com.jo
(الدستور)
الانظمة العربية تعتبر ان الفلسطيني رخيص ودمه بلا ثمن،وروحه بلا دية،ولااحد يطالب بها،ولان احمد جبريل زعيم القيادة العامة الفلسطينية،لم يتعلم من اخطاء التنظيمات الفلسطينية في دول عربية اخرى،فقد سمح بالزج بالفلسطينيين في هذه الحرب الدموية وهرب الى طرطوس حيث الاغلبية العلوية،حصنه الاخير.
في مخيم اليرموك،فلسطينيون مشردون،يريدون ان يعيشوا حتى يعود وطنهم المسلوب،ولان التنظيمات تتقاسم النفوذ في المخيمات،فقد كانت مهمة القيادة العامة قمع المخيم حتى يبقى موالياً للاسد،مقابل الدعم المالي والعسكري الذي تقدمه دمشق الرسمية لجبريل.
النظام السوري قصف مخيم الرمل الفلسطيني في اللاذقية،وقصف مخيم الفلسطينيين في درعا،والجيش السوري الحر يريد السيطرة على مخيم اليرموك،وبعض مقاتليه دخلوا المخيم،والنظام السوري له رجال من رجال القيادة العامة فيه،والاشتباكات بين الطرفين تصاعدت،وكانت ذروتها قصف طائرات الاسد للمخيم وقتل الابرياء،ممن لاجمل لهم ولاناقة في هذه الحرب.
الفلسطيني مذبوح في الحالتين،اذا جلس ساكتا لامه الثائرون السوريون واتهموه بأنه اما عميل للنظام،او حيادي الى درجة الجبن،واذا اصطف مع الثورة السورية حرقته الدولة السورية،واذا حارب مع النظام السوري،ثأرت منه الثورة باعتباره يتجاوز اصول الضيافة.
وفي لبنان يتم حرق مخيم كامل وتشريد خمسة عشر الف فلسطيني وهدم بيوتهم من اجل ثلاثين مطلوبا،كان ممكنا تلقيطهم واحدا تلو الاخر،بدلا من حرق المخيم.
في دول اخرى يتم حرق الفلسطيني تارة لانه ضد صدام حسين،وتارة لانه مع صدام حسين،وتارة لانه سني،وتارة لانه بلا موقف،وهكذا تتوالى الضربات على رؤوس هؤلاء في كل مكان.
قلنا سابقا ان انزلوا عن اكتاف الفلسطينيين،لان الزج بهم في هذه المعارك ليس من مصلحتهم،لكنها افعال الانظمة والتنظيمات الوكيلة،وفي كل حالة يخرجون باعتبارهم فرق حساب وسط هذه المعادلات.
فلسطينيو سورية امام وضع مأساوي مقبل على طريق،واكثر من سبعمائة الف انسان،سيتم تشريدهم مجددا،لانهم اليوم تحت اتهام النظام والثورة معا،اذ لوانتصرالنظام فسوف يثأر منهم باعتبار بعضهم وقف مع الجيش الحر،او لانهم لم يقتلوا اخوتهم السوريين ولم يدافعوا عن النظام.
اذا انتصرت الثورة فسيتم الثأر منهم ايضا لانهم لم يتحركوا ضد النظام مبكراً كما يجب،ولان جبريل كان معششا بينهم مثل طير الغراب وبيضه في بيوت المساكين،وفي ازقة المخيم البائسة.
معادلة الفلسطينيين في سورية ممتدة الى فلسطيني لبنان،واكثر من مليون فلسطيني تحت تهديد جديد من الذبح والهجرة،وقد يأتون الى الاردن او تركيا او قد يتم رميهم في البحر،على يد صناديد العرب،والمؤكد انهم امام خراب بيت جديد.
هو الفلسطيني يمضي عمره بين المطرقة والسنديان،في كل مكان،وهوايضا الذي تعد سيئته بعشر سيئات،فيما حسنته بحسنة واحدة،على عكس حساب الله للناس،حين تكون السيئة بالسيئة،والحسنة بعشر حسنات.
اسد علي وفي الحروب مع اسرائيل نعامة.
maher@addustour.com.jo
(الدستور)