تضليل ام جهل؟!
يبدو أن وزير التنمية السياسية الاستاذ بسام حدادين لم يتعلم من درس غيره إذ مازال مستمرا في ظهوره الاعلامي والذي يطلق فيها تصريحات تعكس مزيجا من الجهل والتضليل. معالي الوزير المتحمس يحاول تجميل الاوضاع بالادعاء أن صلاحيات الملك هي نفس الصلاحيات الممنوحة لملك النرويج بالدستور نصا.
وبالعودة الى الدستور البلجيكي يتضح أن الوزير المتحمس لم يقرأ الدستور جيدا أو أن لغته لم تساعده على فهم الفرق الموضوعي والكبير بين صلاحيات الملك هناك وصلاحيات الملك هنا، فالقضية أبعد بكثير مما ذهب اليه معالي الوزير، فمع أن هناك اختلافا بالنصوص ومع أن الملك هناك مجبر بتعيين رئيس حكومة يقترحه المجلس المنتخب- وهو امر ليس منصوص عليه بدستورنا- إلا ان هناك أيضا اعراف سياسية غير معمول بها في الاردن لا من قبل رأس الدولة ولا من قبل السياسيين، وبالتالي تسقط المقاربة كليا وهذا يدفعنا لطرح تساؤلات حول ما الذي يدفع وزير التنمية السياسية الى اطلاق تصريحات لا تنم عن واقع ولا تنم عن فهم في السياقات السياسية للدول الأخرى.
في بلجيكا يا معالي الوزير هناك آليات دستورية لالزام الملك ولرد قراره إن كان مخالفا للدستور، ولا نعرف أين هذه الالية بالدستور الاردني وكيف تعمل خاصة وأن قرار الملك في حل مجلس النواب لم يكن مسببا وهذا مخالف للدستور، فهل مثل هذا الامر يمر في بلجيكا، في بلجيكا الملك لا يحكم وعندنا الملك هو صانع القرار الأول.
في السنوات الاخيرة جاء بعض الوزراء من الوان سياسية مختلفة فمنهم من انقلب على الاسلاميين ومنهم من انقلب على المقولات اليسارية التي تبجح بأنه يحملها، والطامة أن هؤلاء الوزراء اصبحوا ملكيين اكثر من الملك. نعرف أن للكرسي والمنصب طعم خاص عند الاردنيين لكن أن ينقلب الشخص على نفسه وعلى تاريخه ويبدأ باطلاق تصريحات غير صحيحة ولا تمثل ارائه السابقة لهو أمر يدعو للشفقة !