دس الرؤوس بالرمال
قال وزير الداخلية الاسبق المهندس سمير الحباشنه ان الحكومة البرلمانية تجربة جديدة ومتميزة حيث تتسم هذه الحكومة بالثبات بما يمكنها من تنفيذ برامج ورؤى اصلاحية تستجيب للتوجيهات الملكية وللمطالب الاصلاحية المشروعة للشعب الاردني.
وفي لقاء حواري في مدينة الكرك دعت اليه كلية الكرك التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية بالتعاون مع هيئة شباب كلنا الاردن قال الحباشنة ان المؤشرات الايجابية لمثل هذه الحكومة تدعو للثقة اذا يتم تشكيل الحكومة بناء على حوارات وتشاورات بين الملك والكتل البرلمانية.
اللافت ان الحباشنة نفسه قال كلاما مختلفا في مؤتمر وزراة التنمية السياسية في البحر الميت قبل أسابيع عندما جادل أن الظروف غير ناضجة لتشكيل حكومة برلمانية لأسباب موضوعية، فلا نعرف إن نضجت هذه الظروف بهذه السرعة حتى يغير الحباشنة موقفه.
ملاحظتان في هذا السياق لا بد من التطرق لهما. أولا، هناك جهات تعادي الاصلاح وتهاجم كل من يطالب بالاصلاح، الا ان هذه الجهات نفسها تقول بانها مع الاصلاح وتقوم بطرح افكار ابعد ما تكون عن الاصلاح ومع ذلك مصرة على انها مع الاصلاح. في التفسير السيكولوجي تسمى هذه الحالة بالانفصام وهي حالة تصيب اغلب الرسميين ومن تماهى معهم في موافقهم المتناقضة. والملاحظة الأخرى هي ان هناك من يدعي أن الاردن جاهز لحكومة برلمانية وان النصوص الدستورية موجودة وهذا ايضا غير حقيقي. الاردن ليس جاهزا لحكومة برلمانية تشكل من كتل هلامية وبعضها انتهازي تشكل بمساهمة كبيرة من المال السياسي الذي في بضع حالاته هو واجهة لأمور قد لا تكون وطنية !