زهو في غير مكانه
أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام ووزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة ان دخول العملية الانتخابية مرحلة جديدة رد عملي على كل محاولات التشكيك الذي رافق كل المراحل السابقة بإمكانية إجراء الانتخابات في موعدها.
وقال ان بدء عملية الترشح للانتخابات النيابية تؤكد جدية الدولة الأردنية في المضي نحو تجسيد ما تم من إصلاحات تشريعية ودستورية في عملية سياسية تكون بوابة لمزيد من الإصلاحات من خلال المؤسسات الدستورية.
اللافت ان مصدر التشكيك باجراء الانتخابات كان رسميا، بدليل أن الاعلان عن موعد اجراء الانتخابات تأخر كثيرا ما اربك الرسميين وغير الرسميين بمن فيهم معالي الوزير الذي عاد لاطلاق تصريحات تسهم بالتأزيم بدلا من خلق شروط الانفراج السياسي. هناك مشكلة اشرنا اليها اكثر من مرة بأن عددا من الوزراء ساهموا بتأزيم المشهد العام من خلال اطلاق تصريحات صبيانية وغير ناضجة تتحدى مشاعر الكثيرين، وكأن هناك رغبة دفينة لديهم- تتعلق بخلفياتهم السياسية وتجاربهم البائسة- لخلق شروط الاقصاء وليس التشاركية وهم بذلك أصبحوا عبئا على العملية السياسية ولنا ان نسأل عن السبب بالاحتفاظ بهذا النوع من الوزراء الذي يشعر بالزهو في وقت نذهب فيه الى انتخابات كمجتمع منقسم لم ينجح في خلق تفاهمات وطنية حول القضايا الرئيسية.
إذا كان الوزير يعتقد ان اجراء الانتخابات يعني نجاح حكومته فهو يركتب خطأ يضاف الى سجلة المليء بالاخطاء والتصريحات ونفيها، فالوطن يخسر يا سميح المعايطة بهذه المقاربة الاقصائية بصرف النظر عن مصدرها ودور الوزير كان يجب ان يكون للتركيز على ما هو مشترك بين كل الفرقاء وليس توظيف منبره كوزير اعلام ليذكرنا بأنه منتصر! بعدين لماذا لا تقرأ مسرحية ماكبث، فهناك نسخ باللغة العربية لعلك تفهم ان الجزء الغاطس من جبل الجليد هو الأكبر وهو الاخطر ويتضح بأنك لا تراه !