"شفافيّة" نقابة الصحفيين
نقابة الصحفيين بلغت أعلى درجات الشفافية بالمعنى الواسع للكلمة، حيث لم يعد هناك من يستطيع الجزم بوجود مثل هذه النقابة على أرض الواقع، رغم الكتلة التي يحتلّها ذلك المبنى المشيّد قرب دوّار الواحة تحت يافطة تحمل هذا الاسم.
الزميل أحمد حسن الزعبي، عضو النقابة، مثل الاثنين أمام المدعي العام للتحقيق في القضية التي رفعها رئيس الوزراء الأسبق علي ابو الراغب، وعوضا عن حضور أحد من أعضاء مجلس النقابة أو مستشارها القانوني، لم يتواجد إلى جانب الزعبي سوى مركز حماية وحريّة الصحفيين.
حريّة الإعلام لا تبدو أنها مدرجة على سلّم أولويّات هذه النقابة، التي سبق وأن تخلّت عن الأسرة الصحفية ونأت بنفسها عن مواجهة قانون المطبوعات العرفي، وها هي اليوم تتخلى عن أحد أعضائها بعد ان أحيل للقضاء بسبب نقده للأداء الرسمي ولعدد من المسؤولين السابقين والحاليين.
أمّا أبو الراغب الذي يعتبر نفسه فوق النقد، فيكفيه لإشباع نرجسيّته ذلك التحجيم الذي ارتضته نقابة الصحفيين لنفسها تحقيقا لرغبات "كبار المسؤولين" على حساب المهنة التي حملت لقب "صاحبة الجلالة" في غابر الأيّام !!