دعوات مخلصة إلى المرشحين والناخبين
شعارات المرشحين ويافطاتهم لا تقول شيئا ( وأتحدث هنا عن عمان ) وكان هذا شيئا عاديا في الانتخابات السابقة وهواحد مفردات الصوت الواحد, لكن ان تبقى هذه المفردات على حالها بعد ما يقارب من عامين على الربيع العربي فتلك عين المأساة .
لا تقرأ سطرا واحدا مما يعلق في الشوارع عن المطالب التي يرفعها الناس والاحزاب وحتى الدولة , الاصلاح غائب والموقف من القضايا الرئيسية التي أفرزت في البلاد مؤيدون ومقاطعون لا اثر لها من قريب او بعيد ولا شيء هنا تجاه هذا المشهد افضل من القول «حسبنا الله ونعم الوكيل «.
وتسمع من يطالب المرشحين بالتركيز على ( البرامج ) الاقتصادية في الدعاية الانتخابية وكأن الحكومات تملك مثل هذه البرامج ! . فأي برنامج يستطيع مرشح الدائرة او مرشح القائمة التقدم به الى الناخبين وهو مجرد نائب من ١٥٠ نائبا هذا اذا حالفه الحظ ، وبعد ان تزاحم المتزاحمون بالمئات على مقاعد القائمة الوطنية ال٢٧ ، وهم من كثرتهم قد يفوز كل حزب او قائمة بنصف مقعد .
أدعو المرشحين الى عدم الالتفات الى المزاعم القائلة بان المطلوب هو تقديم برامج لحل الازمة الاقتصادية والمالية ، ففي ظل الصوت الواحد وغياب فرص وصول كتل حزبية ذات برامج الى اغلبية مقاعد المجلس ، تقوم على اساسها بتشكيل حكومة نيابية لتنفيذ برنامجها بناء على تفويض الناخبين لها عبر صناديق الاقتراع ، بدون ذلك اي حديث عن برنامج اقتصادي هو مسألة بعيدة عن الواقع .
لا شعار في هذه المرحلة يعلو على شعار الاصلاح السياسي انه محرك التاريخ في العصر العربي الراهن وهو المدخل الصحيح للاصلاح الاقتصادي والمالي ومحاربة الفساد وإقامة المشاريع الرأسمالية النظيفة من السمسرة والقرارات الادارية المشبوهة,لان الاصلاح السياسي يوفر مؤسسات رقابية صارمة وفي المقدمة منها مجلس النواب .
الاصلاح السياسي في زمن الربيع العربي لا يتحقق الا بالتوافق الوطني الذي ينشر الاستقرار السياسي والحكومي والإداري والقضائي , ولا اصلاح سياسيا يقصي المعارضة والحراك الشعبي ويبقي الشارع على حاله من الاعتصامات والمسيرات .
الاستقرار السياسي هو المدخل لحل الازمة المالية لانه يعيد الى البلد المناخات الجاذبة للاستثمار والبيئة التي تغري رجال الاعمال بإقامة المشاريع بدل تحويل العملة الاجنبية الى الخارج .
أدعو المرشحين ان يقفوا موقف صدق مع الوطن والشعب والنظام وان لا يعيشوا فوق الغيوم في زمن تعج فيها الارض بالأحداث ويعلو فيه صوت الشعوب التي تريد الكرامة والعدالة ليس فقط من اجل حقها في العمل والغذاء والدواء ولكن من اجل ان تشعر انها تمتلك حق المواطنة وان لإرادتها مكانة في تسيير أمور بلدها وان لها حقاً في ان تحاسب وتراقب .
كلنا مع هذا النظام ومع قيادتنا الهاشمية ومن مختلف موقعنا في المدن والقرى والأرياف والبادية ، في العشائر والاحزاب ، في المعارضة والحراك ، ولان هذه الحقيقة لا تعجب من يريد الوطن والنظام له ولمصالحه نرى هؤلاء يستكثرون على الاردنيين الاصلاح السياسي الحقيقي ، ويتمادون الى حد تقسيم الناس الى موالين وخوارج .
ومن هنا ايضا نتأمل من الناخبين المخلصين للوطن والنظام ان يعودوا الى تراث الآباء في تمييز الغث من السمين عند خياراتهم امام الصناديق واتقاء الله عندما يتعلق الامر بالوطن والشعب .
ادعو الناخبين ان لا يضروا انفسهم بأنفسهم بإيصال نواب غير مقتنعين بقدرتهم على وظيفة النيابة الحقة .
( الراي )
