كيسنجر السياسة الاردنية !!
أكد وزير الخارجية ناصر جودة "رفض الأردن للاجراءات احادية الجانب التي تنتهجها إسرائيل ومنها الاستيطان غير الشرعي، والتي تقوض بالنهاية جهود وفرص تحقيق السلام وانهاء الصراع".
وقد قال ناصر جودة هذا الكلام خلال لقائه بالرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس اثناء زيارة الاول لمدينة رام الله.
لا نعرف إن كان ناصر جودة يقصد أن هناك استيطانا شرعيا وآخر غير شرعي، فعلى علمنا أن جميع اشكال الاستيطان هي غير شرعية من وجهة نظر القانون الدولي، صحيح أن مدرسة ناصر جودة لا تمانع من تبادل اراض بين الفلسطينيين والاسرائيليين لتسمح بضم الكتل الاستيطانية الكبرى، لكن هذا لا يفضي إلى شرعية للاستيطان الاسرائيلي الذي يقوّض فرصة حل الدولتين. وإذا كان هدف السياسة الخارجية الاردنية هو تحقيق حل الدولتين حماية للأمن الوطني الاردني فعندها يمكن القول أن استمرار اسرائيل بالاستيطان إنما يستهدف الامن الوطني الاردني في نهاية المطاف! فكيف يستقيم الامر إذن يا ناصر جودة ؟
علينا أيضا ان لا ننسى أن هذه المدرسة الفاشلة بالسياسة الخارجية لا تمانع حل كونفدرالي بدليل التنسيق الكبير مع أبي مازن وتصريحات الاخير عن التحضير لكونفدرالية بين الاردن والدولة غير العضو! وإذا كان هذا هو موقف ناصر جودة عندها يكون منسجما مع نفسه فلا حاجة هنا للتمييز بين الاستيطان الشرعي وغير الشرعي. لكن هل يعكس موقف جودة الرأي العام الاردني؟ قطعا لا! ثم يلوموننا عندما نطالب بحكومة منتخبة لأن شخصيات مثل وزير الخارجية ظلّ موجودا على مدار الحكومات الماضية رغم عدم امتلاكه للمهارة والكفاءة اللازمتين لإدارة الملفات الخارجيّة، ومع ذلك نعتقد أنه سيبقى متواجدا في الحكومات المقبلة بصرف النظر عما يرتكبه من اخطاء.