احلام العام الجديد
نحلم ان لا يكون عام ١٣ من الألفية الثانية مطابقا لما يوصف به هذا الرقم من تشاؤم في معتقدات الناس ، وان يكون عام السلام والحرية والديموقراطية للعرب جميعا .
وان يحقق الربيع العربي الوحدة الوطنية لجميع الشعوب التي مر بها ، وان تنتهي الى الابد ذهنية الطغاة بعد ان استيقظت في الامة مشاعر الاحترام لذاتها وإنسانيتها فلم يعد مقبولا التفريق بين مواطن وآخر بسبب مذهب أودين او اصول وجذور .
اذا لم يشعر العربي بقيمة كرامته فانه لن يعرف قيمة البناء والعمل من اجل قوة الأوطان وعزتها ، فالركون الى الذل والاطمئنان الى البؤس قاد الى ازمان من حياة هذه الامة اصبح فيها الاستعباد قدرا والفقر نعمة ، وهو ما دفع بالعباد والبلاد الى الدمار وهذا الدم الغزير المسفوح في سوريا ، ومن قبل في ليبيا واليمن .
فالعربي لم يعد قادرا على معايشة أنظمة قامت على الاضطهاد وسياسة فرق تسد , ومن شدة ردود الفعل الشعبية على هذا الاضطهاد تكاد ان تتحول بعض ثورات العرب الى نقمة وانتقام وتدمير للذات .
نحلم ان يشهد العام الجديد انتصار الربيع العربي على الشر الذي يتسرب الى وعي الجماهير في اكثر من بلد، ناشرا التعصب الطائفي ، من خلال مواقف وأعمال وسياسات ، تزرع الخوف والفساد في النفوس . حتى اصبح المواطن يرى جاره عدوا .
نحلم ان تنتصر معركة الوعي الوطني ضد كل ما ينتمي الى الظلام والعبودية .
نحلم بان يكون الجدل مثمرا وسلميا ذلك الدائر في مصر وتونس والعالم العربي حول ماهية الدولة ومفاهيم الديموقراطية، فالأمة تعبت من عروبة ولدت أنظمة الاستبداد والديكتاتوريات وأشبعت الناس الذل والهزائم ، عروبة الفكر الشامل القائم على عبادة الحاكم بحجة التغني بامجاد غابرة ، والتباكي على وحدة لم تتم من غدرهم ، او الزعم بقدسية مهمات فاشلة من اجل تحرير فلسطين !
والأمة لا تريد استبدال الحرية واحترام الانسان لعقله ونفسه، بشمولية من نوع آخر تزج الدين بالسياسة ليس من باب إشاعة الوئام وإزالة التعصب من بين صفوف الشعب الواحد ، انما بالعودة بالأمة القهقرى الى زمن التكفير وقسمة الناس الى مؤمنين وخوارج .
لا يوجد وباء على وجه الارض ، ولا جريمة أشنع في العصر العربي الراهن من وباء الطائفية، ومن التعصب الإقليمي والجهوي على حساب المواطنة وضد ثقافة الانتماء للشعب الواحد والوطن .
احلم ان يكون العام الجديد بداية انطلاق ربيع اقتصادي عربي تتوحد فيه روئ الحكومات من اجل خدمة مصالح الشعوب العربية والقضاء على الفقر والبطالة ، وتجفيف بيئة التطرف الناجم عن الفقر وكما يقال فان « تمرد المعدة هو الأسوأ على مدار التاريخ « . لقد وقفت معظم الحكومات ، الغنية والفقيرة ، الى جانب ربيع الشعوب السياسي . والمطلوب ان تقف بنفس المقدار الى جانب ربيع اقتصادي يمنع الثورات من الانحراف والتحول الى الإرهاب ويحرر جميع الشعوب العربية من بؤس الفقر .
لقد وصل الامر ان يكون العربي غريبا في أوطانه العربية ويقول فيها ما قاله المتنبي :
مغاني الشعب طيبا بالمغاني
بمنزلة الربيع من الزمان
ولكن الفتى العربي فيها
غريب الوجه واليد واللسان
(الراي )