ما بين النسور وأوباما
لا يمكن اجراء مقارنة بين الرجلين لاعتبارات موضوعية أهمها أن عبدالله النسور هو رئيس وزراء غير منتخب ولم ينال ثقة مجلس نواب يمثل الشعب في حين أن باراك أوباما خاض معركة انتخابية نزيهة وشفافة تمكن فيها من اقناع الأميركان ببرنامجه وقدرته على التعامل مع التحديات التي تواجه الولايات المتحدة ومكانتها الدولية وهكذا تم انتخابه.
في اتفاق تجنب الهاوية المالية، تمكن أوباما من اقناع الكونغرس الاميركي بضرورة اتخاذ عدد من الخطوات التي من شأنها تجنب كارثة مالية، وهو لم يظهر على التلفزيون لوحده ولم يمنع وزراءه من التحدث لوسائل الاعلام بشأن الكارثة المالية، لكنه أيضا شعر بأن هناك حاجة لفرض مزيد من الضرائب على طبقة الاغنياء الذين يزيد دخلهم عن ٤٥٠ ألف دولار بالسنة الواحدة.
وعلى النقيض من ذلك جاء عبدالله النسور بقرار ملكي ولم يكن له رأي لا بالبرنامج الذي يدافع عنه باستماته ولا عن الفريق الوزاري الذي ساهم بالتأزيم السياسي منقطع النظير. في حالة عبدالله النسور لم يشعر ولو للحظة بأنه مسؤول أمام الشعب لأن الشعب لم يختاره وانما شعر بالمسؤولية تجاه القوى التي وقفت خلف تعيينه رئيسا للحكومة. عبدالله النسور سارع في تجنب الاردن مرحلة حافة الهاوية المالية بتحميل المواطن البسيط كلفة الهدر والسياسات الخاطئة وعجز الدولة عن ملاحقة الفاسدين واستعادة المنهوب من الأموال. وفي لحظة انشغالة بتقديم نفسه كمنقذ شاطر للسياسات الفاشلة نسي عبدالله النسور أن من شأن هذه الخطوات غير الشعبية والخاطئة ان تخلق ديناميكية عدم استقرار في اردن يفاخر العالم بنعمة الامن والآمان.
أمثال أوباما اعيد انتخابهم، اما في حالة رئيس وزرائنا فنجزم بأنه لا يمكن له أن ينجح عضو في مجلس قروي منتخب بنزاهة. والدرس المستفاد أن الرئيس المنتخب وضع نصب اعينه حالة الشعب وتصرف على هذا الاساس أم المعيّن فقد داس على الشعب ووضع نصب عينيه مصلحة من وقف خلف تعيينه رئيسا للوزراء رغما عن الشعب!