jo24_banner
jo24_banner

من الذي يستهدف الأردن ؟!

ماهر أبو طير
جو 24 :

لا يخفى على احد، انه على الرغم من الحرب التي تعلنها طهران وحزب الله ودمشق الرسمية، على داعش، الا ان هناك اختراقات للتنظيم، من جانب هذه الاطراف، وهي اختراقات يتم توظيفها في مرات كثيرة لحسابات معينة.

الأدلة على هذه الاختراقات كثيرة، سواء في سورية، او العراق او أماكن أخرى، ولا يتوقف توظيف التنظيم عند هذه الأطراف، اذ بات مستخدما من اطراف كثيرة في هذا العالم.

هذه اذاً حرب غريبة، فالتنظيم مستهدف، والتنظيم أيضا، يستهدف دولا محددة، ومذاهب معينة، لكن في العمل التنظيمي والأمني والعسكري، يتم في بعض الحالات، توظيف هذه التنظيمات من جانب خصومها لاعتبارات معينة، ولغايات محددة، وبحيث لا يكون الطرف الذي تم توظيفه مدركا، لمشغله المستجد، او الأساس، فينفذ عمليته او فعلته، وهو لايدرك، انه يقدم خدمة لطرف ليس على باله ابدا.

من الأدلة على ذلك في العالم، الاعتداء الذي حدث في فرنسا، فالذي اعتدى على رجال الشرطة قبيل الانتخابات الفرنسية، كان يظن انه يثأر من الفرنسيين، ويقدم خدمه لتنظيمه الأساس، لكن لا احد يعرف «الطرف الفعلي» الذي اخترق الفاعل أساسا، واقنعه ان هذه خدمة للتنظيم، فيما هي خدمة فعلية للتيار اليميني في فرنسا، قبيل الانتخابات، وعلنيا ان نتوقع عملية أخرى مدوية، قبيل أيام من الجولة الثانية للانتخابات، في سياقات التوظيف المزدوج ذاتها.

مناسبة الكلام، يتعلق بالمعركة التي نشبت بين الأردن وايران مؤخرا، ثم تصريحات حزب الله ضد الأردن، وماقاله الرئيس السوري ضد الأردن أيضا، وكل هذا جاء في توقيت متقارب مع تهديدات تنظيم داعش للاردن، وهنا علينا ان نفترض مجرد افتراض، ان هذا المعسكر أي ايران وحزب الله ودمشق الرسمية، بما لهم من امتداد سري او علني داخل تنظيم داعش، وعبر شبكات كثيرة موجودة في جنوب سوريا، ان نتوقع جريمة يرتكبها التنظيم ضد الأردن، سواء عبر الحدود، او داخل الأردن، بحيث يتبناها التنظيم.

ربما الذي سيتورط في الجريمة، سيموت وهو يظن انه خدم التنظيم لكنه لايعرف ان فعلته صبت باتجاه آخر تماما، خصوصا، ان هذا المعسكر المتوتر من الأردن حاليا، يريد قلب البوصلة، وإعادة خلط الأوراق ظنا منه ان هناك تحركات معينة ستجري قرب الحدود الأردنية السورية، في هذا التوقيت بالذات، ضد دمشق الرسمية.

هذه ليست نظرية المؤامرة، والذين يسمعون معلومات كثيرة، بعيدا عن الاعلام، يدركون ان المؤسسات الأمنية في العالم، تخترق تنظيمات كثيرة، وتسقط بعض افرادها، او تجند وكيلا قياديا يتولى توظيف الأقل شأنا، والخطوط الفاصلة هنا، بين معاداة التنظيم، وتوظيفه، دقيقة جدا، فلا شيء يبدو فعليا، كما هو على حقيقته بالمطلق.

كل هذا يقول إن أي مساس بأمن الأردن، خلال الفترة المقبلة، تحت عنوان «داعش» سيعني بلا شك، صحة هذا الرأي، بما يعينه حرفيا، وبما يؤشر على الفاعل والمحرك الأساس، وليس «الدوبلير» في هذه القصة.

 
تابعو الأردن 24 على google news