ما تفهمه إسرائيل فقط
اكثر من 1500 اسير فلسطيني يواصلون اضرابا عن الطعام، والاضراب على ظاهره، يريد تحسين الأوضاع في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لكن غايته الأساس، سياسية، أي اثارة قضية الاسرى، والى متى سيبقى هنا اسرى في سجون إسرائيل؟!.
هذا ليس اول اضراب في سجون إسرائيل، اذ ان الأول كان في سجن عسقلان شهد في عام 1970 ، وكان جماعيا ومنظما، وبما ان الاضراب الجماعي اليوم، يعيد فتح ملف الاسرى، فأن علينا ان نؤشر على قضايا مهمة.
لقد ثبت بالدليل القطعي، ان إسرائيل، وامام الفلسطينيين والعرب والعالم، تسلب الاسرى أولا حياتهم، وحياة عائلاتهم، ثم تسجنهم، لتبدأ بمقايضتهم على أمور عادية جدا، تتعلق بالعلاج والاتصال مع ذويهم، وغير ذلك، من حقوق، وهي اليوم بكل معايير الدول والاحتلالات في العالم، تعد أمورا بديهية، لامساومة فيها.
ما تريده إسرائيل، ان تبقى القصة، قصة ظروف الاسرى، وليس قصة مبدأ اسر فلسطينيين، واذا كنا ندعم الاسرى في اضرابهم المفتوح، فهذا لا ينسينا اصل المعاناة، أي الاحتلال، وضرورة الافراج عن كل الاسرى، لا مجرد تحسين ظروفهم وبقائهم اسرى في سجون الاحتلال، وهذا امر يوجب على قوى كثيرة، التنبه له، لان تل ابيب، في لحظة ما، قد تتراجع، وتحسن ظروف هؤلاء، ويبقون اسرى في سجونها، والمهم ان يخرجوا جميعا، وهذا مستحيل دون فعل ميداني، يجبر إسرائيل على اطلاق سراحهم.
النقطة الأهم، ضرورة عدم إبقاء قضية الاسرى في اطارها الفلسطيني او العربي، والوصول الى كل المنظمات التي على صلة بحقوق الانسان، والمنظمات الدولية، والتحرك في هذا الاطار مهم جدا، لردع إسرائيل، والذي يظن ان هذا الامر ليس مهما، واهم، لان تل ابيب تحاول ان تقنع العالم، انها دولة تحترم حقوق الانسان، وتراعي معايير دولية، وبما ان هذا الامر كذب في كذب، فلا بأس من مركز سياسي واعلامي، يدير ملف الاسرى بطريقة مختلفة، عما يفعله البعض في رام الله،وهناك وسائل كثيرة للاتصال بالأمم المتحدة ومنظماتها، والاتحاد الأوروبي، ومنظمات حقوق الانسان، بل والوصول الى أعضاء البرلمانات الأوروبية، وأعضاء الكونغرس، والبرلمان البريطاني، واعداد ملفات مصاغة جيدا، حول ما تفعله إسرائيل بالاسرى، وعائلاتهم، متجاوزة في ذلك، حتى المعايير الدولية للأسرى او السجناء، في ظل الاحتلالات او بدون احتلالات.
الاسرى ليست قصة جوع، ولا مكالمة هاتفية. هي قصة شعب يراد كسر ارداته، داخل السجون، واخافته خارج السجون، والأرجح ان النتائج عكسية على الاحتلال.