يوميــــــات سجيــــــــــــن 1
الانفـــــــرادي..
الانفــرادي، يُمَكِنٌكَ من البدء والانتهــاء، من عملية " فرد " كل الاسمـــاء على طاولة البحث والتدقيق، ومصادرة أي " فرد " لحقـــه في التجول داخل الذاكرة ... باعتباره خطـــرا مباشـرا على صمودك الشخصي...وهكذا كان.
في الزنزانـــة : الزيارة ، والسيجــارة ، والتشمــيس : زينــة الحياة الدنيا ..(...) !!
أن تحــس بخدر يفضي الى غياب عن الوعي أحيانا، يذكرك باحساس طفولي مرافق لمرض ما قد يصيبك، ويرافقه اهتمام لذيذ، ودلع، وحب- لا يتكرر في الايام الاعتيادية - من امك، وابيك، والعائلة..
هذا ما كنت افتقده.. بعد الساعة التاسعة مساءا، كلما غبت من الالم..
لعبة الزنزانة الانفرادية .. معقدة نوعا ما ... كل ما عليك القيام به.. هو ان ترفع يدك اليسرى للاعلى... ثم تدخل يدك اليمنى الى فمك... الى المريء.. الى المعدة.. والامعاء الدقيقة والغليظة.. ثم تسحب بقوة الى الاعلى..!!.
ببساطة ، " لازم تسحب حالك من جوا لبرا.. واتعيش ( بالشقلوب ) ".
جوا الانفرادي، اعملت من قزايز المي، والجرايد أشكال غريبة...الزعران، والسلفيين، والشرطة، وحتى الصليب الاحمر...اطلقوا علي لقب " منسق الزهور " J.
لحظة ما اغلقوا الباب الحديدي الضخم، مباشرة قررت، أن هذا المكان هو : غرفتي أنا في بيتنا الكبير، غسلت الارض والحمام الصغير بيدي، ونفضت السرير، ورتبت ملابسي وصنفتها، صنعت وسادة،وسلة مهملات و " دعاسة " امام الباب لتنظيف احذية الزوار...وجاءت الايام وامتلأت الغرفة " بالزهور" والحيطان بالكلام... كل شيء هنا صار لي.. والوقت ايضا لي.. لكن شيئا واحدا خاصا بغرفتي ( أنا ) تحاشيت ذكره ..أو تذكره..انه :
" مفتاح الخروج "