نحو مشروع عربي

 أخر معارك ما سمي بالربيع العربي تدور رحاها الآن في سوريا التي هي الآن البؤرة الساخنة المختلطة والمعقدة في الوطن العربي بالمقارنة مع الجبهات الأخرى في العراق واليمن وليبيا وغيرها ،التدخلات كثيرة وكبيره ولكل طرف مشروعه وهدف فمن جهة جيش النظام وميلشيات إيرانيه وكرديه مدعومة من روسيا ومن جهة أخرى الجماعات الارهابيه وعلى رأسها تنظيم داعش ومن جهة ثالثه قوات المعارضة السورية المعتدلة وقوات عشائرية مدعومة من بعض الدول في الإقليم ومن الولايات المتحدة الامريكيه والخاسر الوحيد في النهاية الأرض والشعب السوري المهجر عن أرضه بأعداد كبيرة وفي أماكن كثيرة ولعل أكثر مايؤثر في الازمه السورية طول مده الازمه وتعقيدها والأعداد الكبيرة من المهجرين والدمار الحاصل على الأرض وارتفاع عدد الضحايا مما شكل ضغطا على المجتمع الدولي للتحرك وإيجاد حل ما ولكن من الصعوبة بمكان إيجاد حل يرضي جميع الأطراف برأيي .

إيران دائمة البحث منذ الثورة عن ثغرات هنا أو هناك لتنفذ من خلالها ولتضع لها موطئ قدم كما فعلت في دعم حماس والجهاد في فلسطين ودعم وتسليح ميليشيا حزب الله في لبنان وعلاقتها الوطيدة بالنظام السوري وأخيرا دعم ميليشيا الحوثي مما شكل خطرا كبيرا دول المنطقة وكان رد الفعل العملي الأول من المملكة العربية السعودية من خلال التحالف العربي في اليمن الذي كان له اثر كبير بالتصدي للمشروع الإيراني من جهة اليمن خاصة في ظل اتفاق لوزان بين ايران والدول الست بمباركة الرئيس اوباما وأركان قيادته .

التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية شكل نواة لبداية مشروع عربي بعد الإجماع على ضرورة وجود مشروع عربي قوي للوقوف أمام المشروع الروسي الإيراني في المنطقة وللوقوف أيضا أمام الإرهاب وما يشكله من خطر كبير ولعل نجاح الدبلوماسية العربية وعلى رأسها جلالة الملك عبدا لله الثاني وسمو الأمير محمد بن سلمان وتواصلها مع أركان القيادة الامريكيه وشرح وجهة النظر العربية في كل مشاكل المنطقة أدت إلى زيارة الرئيس الأمريكي إلى المملكة العربية السعودية ولقاءه مع زعماء الدول العربية والاسلاميه واعتقد بانها زيارة مهمة وتاريخيه وتشكل دعما سياسيا وعسكريا للمشروع العربي بعيدا عن الشأن الاقتصادي وتعقيداته .

م.وائل محمود الهنانده