jo24_banner
jo24_banner

مخالفات السير بين متلازمة الانكار الحكومي المزمنة وواقع التنفيض الجائر لجيوب المواطنين

مخالفات السير بين متلازمة الانكار الحكومي المزمنة وواقع التنفيض الجائر لجيوب المواطنين
جو 24 :
كتب احمد العكور - " نخشى ان نستعلم قبل الذهاب الى دائرة الترخيص ،ونذهب هناك ونحن في غاية القلق ،لاننا نعرف بان مخالفات بالجملة تنتظرنا ، لاننا - حتما - سندفع المكتوب "المقدر" دون ان ننبس ببنت شفه ،فلا خيارات امامنا ،وبالنتيجة لم يعد الاعتراض يجدي نفعا ، انه قهر الرجال بابشع صوره ، جباية مؤلمة وقاسية وموجعة تنتزع او تغتصب من جيوبنا الخاوية الا من دنانير كنا نظن انها ستسد بعض "الخوازيق" وياليتها سدت شيئا " ،بهذه الكلمات عبر المواطن فخري المحمود عن معاناته في اتصال هاتفي مع الاردن ٢٤ ، قالها بعد ان وضعت الحكومة يدها - كما قال - على قرابة ال ١٢٠ دينار هي قيمة مخالفات حررت على مركبته ،جلها لم يكن يعلم عنها شيئآ .

لا تعتبر قصة الطبيب غير المحمودة منبتّه عن واقع الحال ، وهي ليست فريدة من نوعها و لا تتكرر عادة ، انها معاناة لا يكاد يسلم منها حتى اولئك الذين قلما يستخدمون مركباتهم لكبر سنهم او يمنعهم المرض او السفر من استخدمها اساسا ، وجميعهم يجزمون - يقينا وقولا واحدا - بان الغاية من هذا التحرير الكثيف والاعتباطي للمخالفات لم يعد متصلا بهدف تنظيم السير وحماية ارواح الناس وممتلكاتهم، وانما لتلويع تلك الارواح المعذبة وتحطيم ايمانهم واستنزاف دخولهم وفوق كل هذا الجباية من اجل الجباية لا اكثر ولا اقل ..

تابعوا بعض ما جرى نشره من قصص من هذا القبيل : مخالفة سير تحرر على احدى المركبات قبل عام ،رغم انه لم يمض على دخولها المملكة اكثر من اسبوع واحد ،و مخالفات تُقيّد على المركبات في أماكن يؤكد أصحابها أنهم لم يقوموا بزيارتها أبدا، ناهيك عن المخالفات الغيابية الكثيرة التي يُصدم بها السائقون عند توجههم إلى مراكز الترخيص.

خلال الأسبوع الماضي ، تلقّت الاردن24 عدة شكاوى حول مخالفات سير مثيرة للشكوك، لعلّ أبرزها دفع أحدهم مخالفات تقدّر بـ ١٥٠ دينارا معظمها غيابية وغير موثّقة، بل إن المفاجأة كانت لدى محاولته الاطلاع على الصور التي تُثبت أنه اتخذ مسربا خاطئا مثلا أو تجاوز السرعة المقررة ،او أنه قام بإلقاء نفايات من مركبته ، لتأتي الاجابة بأن "الصورة غير متوفرة".

فيما قال سائق التكسي محمد قطيش إنه تعرّض لمخالفة عجيبة بزعم أنه يقوم بتحميل الحجارة والأتربة داخل مدينة الرمثا، رغم أن مركبته هي "سيارة تكسي مكتب / عمان".

وتفاجأت أمل خريسات بعد أيام من شرائها مركبة "جديدة" بوجود مخالفة على مركبتها قيل إنها ارتُكبت في عمان، فيما تُؤكد هي وجودها بذلك التاريخ أمام باب منزلها في مدينة السلط ، وهذه واقعة تشبه ما حصل مع قيصر عمر والذي يقول إنه تعرض لمخالفة اشارة حمراء الساعة الخامسة فجرا في عمان، رغم كونه من سكّان مدينة العقبة، وهشام الغنيمات الذي تعرض لمخالفة في الرمثا رغم أنه لم يزُر المدينة من قبل.

وقال عبدالله الشقاحين إن أحد رقباء السير قام بمخالفة مركبته أثناء وجودها في "كراج المستشفى الذي يعمل به، والمخصص بالاساس للموظفين ".

فيما قال محمد برماوي إنه وفي يوم العيد الماضي توجّه من محافظة جرش إلى العاصمة عمان برفقة زوجته، حيث صادف أثناء مروره بطريق (جرش - عمان) احد كبار السن ،فقرر ان يصطحبه ، وقام فعلا بايصاله إلى دوار صويلح، ، لكنّه ولدى وصوله إلى صويلح ونزول الرجل من المركبة تفاجأ باتهام مرتبات "المباحث المرورية" له بأنه ينقل ركّابا بالأجرة، وبعد حلف الأيمان المغلّظة بدا وأن "المباحث" سيقوموا بتركه يذهب في سبيله، غير أنه تفاجأ بمخالفة على المركبة بزعم "التحميل مقابل أجرة".

فراس أبو غوش قال إنه تعرّض لمخالفة اشارة حمراء رغم أن الاشارة الضوئية كانت معطلة في حينها.

وقال فارس الصرايرة إنه وبعد ثلاثين عاما من القيادة، تمت مخالفته غيابيا مرتين وخلال يومين فقط، وذلك بداعي الوقوف المزدوج!

هذا فيض من غيض ، ومع ذلك يؤكدون ان العملية تتم بشفافية وان غايتها حماية ارواح الناس !!!

مدير ادارة السير المركزية، العميد سمير بينو، دعا المواطنين الذين لديهم شكاوى بخصوص مخالفات سير غير دقيقة إلى التقدم باعتراض لدى الدائرة أو مراجعته بشكل شخصي حتى يقوم بحلها على الفور.

وأضاف بينو لـ الاردن24 إن الدائرة تتحمّل أي مخالفة "كاميرا" تكون الصورة غير متوفرة لها، كما أنها تتحمل أيضا المخالفات التي تتضمن خطأ في معلومات المركبة مثل لونها، حيث يتمّ رفعها عن المواطنين فورا، فيما تظلّ المخالفات البيئية مسؤولية الشرطة البيئية.

ولفت بينو إلى أن بعض المواطنين يستغلون التسهيلات التي تقدمها ادارة السير المركزية وبخاصة في مناطق وسط البلد، حيث يقوم هؤلاء بركن مركباتهم بشكل مزدوج وبما يعيق حركة المرور لساعات طويلة.

ودعا بينو المواطنين للتعاون مع ادارة السير بالتقليل من ساعات الوقوف في المناطق التي يكون فيها التوقف محددا بفترات زمنية، اضافة إلى الامتناع عن الوقوف امام المطاعم والمخابز والمساجد بشكل يغلق حركة المرور، وتقدير حجم العمل الذي تقوم به كوادر الادارة من الساعة 7 صباحا وحتى الساعة 2 فجرا.

كلام جميل ،ولكنه غير متصل البتة بواقع الشكاوى المرة التي يرويها الناس بألم وحرقة ..

بطبيعة الحال، وكما جرت العادة ، فإن الحكومة و مديرية الامن العام ، لن يستوقفهما هذا التقرير ، و لن تلقي الحكومة بالا لملاحظات المواطنين ومعاناتهم ،فلديهم اجوبتهم الجاهزة .. والمهم عندهم  هو المزيد من الجباية ،ولو بلغ صوت المتظلمين عنان السماء وهز صراخهم ارجاء المعمورة ،فلا عين ترى ولا اذن تسمع ، انكار للمحسوس ، وتجاهل غير برئ لواقع الحال .

ولاننا على قناعة بان الساكت لا يُسمع صوته ، فاننا ننقلها - وقد قمنا بدورنا  - ،عسى ان ينتبه الاخرون لدورهم وواجباتهم ومسؤولياتهم تجاه الله وتجاه انفسهم وتجاه الرعية ،ولكن يبدو ان هذا صعب المَنال ..

  • مخالفات السير بين متلازمة الانكار الحكومي المزمنة وواقع التنفيض الجائر لجيوب المواطنين
  • مخالفات السير بين متلازمة الانكار الحكومي المزمنة وواقع التنفيض الجائر لجيوب المواطنين
  • مخالفات السير بين متلازمة الانكار الحكومي المزمنة وواقع التنفيض الجائر لجيوب المواطنين
تابعو الأردن 24 على google news