ما يقوله الملك للغرب
جو 24 : قال الملك عبدالله الثاني في مقابلة مع محررة الشؤون الدولية في مجلة لونوفيل اوبزرفاتور الفرنسية، سارة دانييل إن "ما نحاول تحقيقه في الأردن من خلال برنامجنا للإصلاح التدريجي والتحول الديمقراطي النابع من الداخل هو حماية التعددية وترسيخ الضوابط والرقابة التي تحكم الديمقراطية التي تعمل بشكل سليم، وتطوير ثقافة المجتمع المدني النابض بالحياة، وضمان المعاملة العادلة لكل القوى السياسية بحيث تتنافس بشكل عادل في الانتخابات، وحماية حقوق الأقليات وحقوق المواطنين وفقا للدستور".
لا غبار على كلام رأس الدولة اعلاه، فهو خطاب يلقى رواجا بالغرب ويطرب له الكثير من انصار الديمقراطية في الدول الاوروبية وفي اميركا، غير ان هناك مشكلتان:
الاولى، ان هناك العديد من الصحف الغربية وفي واشنطن على وجه التحديد لم تعد ترى أن ما يطرحه الرسميون الاردنيون يعكس توجها واضح المعالم ولا ينطلق من قناعات بقدر ما ينطلق من كلام يعتقد الرسميون العرب بان الغربيين يحبون سماعه.
المشكلة الأخرى، تتعلق بحقيقة أن هذا الكلام لا يترجم في اجراءات وتشريعات واضحة بدليل ان هناك خلافات عميقة بين القوى السياسية حول ما تم انجازه، ففي حين يرى الرسميون أنهم نجحوا في العملية يرى الكثير من خصومهم ومن عامة الشعب ان الدولة تشتري الوقت وتمارس تضليل واضح للعيان في وقت اصبح فيه المواطن العادي اكثر معرفة وذكاء من المسؤولين.
باختصار ما يقوله الملك للغرب هو كلام جميل لكن ربما حان الوقت لأن نسأل ولي الامر : لماذا لا تترجم هذه الرؤية الى سياسات على الارض حتى الان ؟ اخر تجليات النسور هو أن هناك محاولة للاعتداء على صلاحيات الملك!! هذا الخطاب يعبر عن مدرسة مستفيدة من استمرار الوضع الراهن وتحاول تخويف رأس الدولة من المضي قدما في اصلاحات حقيقية وليس جمالية وشكلية كما شهدنا في السنتين الاخيرتين. هذه القوى لا تستطيع الدفاع عن الاردن ولا تساعد رأس الدولة على الاستمرار بالحكم مع درجة معقولة من الاستقرار وهي غير وفية لفكرة الاستقرار لأنها باختصار لا تفهم سوى الضحك على الشعب وعلى غير الشعب. الراهن ان الغرب لم يعد يشتري بضاعتنا ولا تهديدنا بأن بديل الانظمة هو قوى ظلامية. فالمصالح الغربية واجهت مخاطر في ظل التحالف مع انظمة غير ديمقراطية وصعود القوى الاسلامية لم يشكل تهديدا على مصالح الولايات المتحدة الحيوية (النفط واسرائيل).
لا غبار على كلام رأس الدولة اعلاه، فهو خطاب يلقى رواجا بالغرب ويطرب له الكثير من انصار الديمقراطية في الدول الاوروبية وفي اميركا، غير ان هناك مشكلتان:
الاولى، ان هناك العديد من الصحف الغربية وفي واشنطن على وجه التحديد لم تعد ترى أن ما يطرحه الرسميون الاردنيون يعكس توجها واضح المعالم ولا ينطلق من قناعات بقدر ما ينطلق من كلام يعتقد الرسميون العرب بان الغربيين يحبون سماعه.
المشكلة الأخرى، تتعلق بحقيقة أن هذا الكلام لا يترجم في اجراءات وتشريعات واضحة بدليل ان هناك خلافات عميقة بين القوى السياسية حول ما تم انجازه، ففي حين يرى الرسميون أنهم نجحوا في العملية يرى الكثير من خصومهم ومن عامة الشعب ان الدولة تشتري الوقت وتمارس تضليل واضح للعيان في وقت اصبح فيه المواطن العادي اكثر معرفة وذكاء من المسؤولين.
باختصار ما يقوله الملك للغرب هو كلام جميل لكن ربما حان الوقت لأن نسأل ولي الامر : لماذا لا تترجم هذه الرؤية الى سياسات على الارض حتى الان ؟ اخر تجليات النسور هو أن هناك محاولة للاعتداء على صلاحيات الملك!! هذا الخطاب يعبر عن مدرسة مستفيدة من استمرار الوضع الراهن وتحاول تخويف رأس الدولة من المضي قدما في اصلاحات حقيقية وليس جمالية وشكلية كما شهدنا في السنتين الاخيرتين. هذه القوى لا تستطيع الدفاع عن الاردن ولا تساعد رأس الدولة على الاستمرار بالحكم مع درجة معقولة من الاستقرار وهي غير وفية لفكرة الاستقرار لأنها باختصار لا تفهم سوى الضحك على الشعب وعلى غير الشعب. الراهن ان الغرب لم يعد يشتري بضاعتنا ولا تهديدنا بأن بديل الانظمة هو قوى ظلامية. فالمصالح الغربية واجهت مخاطر في ظل التحالف مع انظمة غير ديمقراطية وصعود القوى الاسلامية لم يشكل تهديدا على مصالح الولايات المتحدة الحيوية (النفط واسرائيل).