أسبوع المبادرات في القضية السورية
ثلاثة احداث بارزة خلال الاسبوع المنصرم في مسار القضية السورية ، الاول - خطاب الاسد الذي قطع الأمل بانه سيكون طرفا في الحل ، لقد رسخ نفسه كجزء من المشكلة بل الجزء المعقد منها، ومشروع الحل الذي طرحه يتجاهل كل ما طرأ على ارض سوريا من وقائع منذ حوالي عامين. الحدث الثاني - لقاء جنيف الذي عقد امس الاول وجمع المبعوث العربي والاممي الاخضر الإبراهيمي مع كل من مساعد وزير الخارجية الامريكية ونائب وزير الخارجية الروسي الذي انتهي بغير اتفاق حول موقع الاسد في المرحلة الانتقالية. والحدث الثالث - اعلان الائتلاف السوري للمعارضة عن خطة عمل كاملة لتصوراته عن محتوى ودور الحكومة الانتقالية في سوريا وهو جاء لمناقضا لما ورد في مشروع الاسد .
فشل لقاء جنيف كان متوقعا لانه اذا كان الإبراهيمي قد أراد من اللقاء الوصول على موقف روسي امريكي موحد من خطاب الاسد الذي عقد مهمته وقادها الى الحائط ، فان المعلومات المنشورة والمتداولة أكدت بان الرئيس السوري قد استشار كل من موسكو وطهران حول ما ورد في خطابه وقبل ان يلقيه .
فحلفاء الاسد الروس والإيرانيون سيواصلان رفض اي حل يتضمن مرحلة انتقالية بدون الاسد ، لانهما عندئذ ( سيخرجان من المولد بلا حمص ) .
تستحق مبادرة الائتلاف الوطني عن المرحلة الانتقالية التأييد من المجتمع الدولي لانها لا تقصي مؤسسات الدولة من هذه المرحلة وتتحدث عن أشخاص من النظام ( ايديهم ليس ملطخة بالدماء ) يمكن ان يشاركوا في حكومة كاملة الصلاحيات ( صلاحيات دولة ) كما يرى الإبراهيمي . حكومة تشرف على انتخابات حرة ونزيهة مع نزع سلاح المدنيين وإعادة بناء الجيش بما يحافظ على وحدة سوريا .
قبل أسابيع عندما تحدث نائب الرئيس السوري عن استحالة اي طرف الانتصار عسكريا ، داعيا الى حكومة مدنية كاملة الصلاحيات توقع الكثيرون ان يكون خطاب الاسد مختلفا ومكملا لمبادرة الشرع لكنه لم يفعل غير التمسك بالأفكار والادعاءات التي رددها على مدى شهور الازمة ، وبهذا اظهر انه لا يزال يرزح تحت وهم حسم الامر بالحل الأمني والعسكري ، هذا الوهم الذي كلف الشعب السوري ٦٠ الف شهيد وحول اكثر من مليونين منه الى لاجئين في الداخل وفي الدول المجاورة ، وأظهرت الظروف المأساوية والقاسية التي يعيشها اللاجئون في مخيم الزعتري بسبب الاحوال الجوية الباردة جداً ان الرئيس المتشبث بالحكم ليس اهلا لحكم سوريا .
الرئيس الذي يرى الملايين من شعبه يفرون من بيوتهم ليعيشوا في المخيمات في الداخل و عبر الحدود في ظروف غير إنسانية فلا يبادر الى حلول إنقاذيه لا مكان له في مستقبل هذا الشعب .
مبادرة الائتلاف حول الحكومة الانتقالية عادلة ومحايدة، لا تنصب المعارضة حكاما وانما تقدم أجندة وطنية للسلام والانتقال بالبلد والدولة الى نظام جديد تتقرر هويته في صناديق الاقتراع ويجعل السلاح كله في يد الدولة.
اما مبادرة الاسد فهي تضع سوريا تحت رحمة فوضى السلاح وتجعلها نقطة استقطاب أفغانية جديدة للقاعدة . ...مبادرة الائتلاف تمثل المسؤلية الوطنية ومبادرة الاسد تقدم نموذجا كريها للتشبث بالسلطة .
(الراي )