jo24_banner
jo24_banner

غزة حروف من عز

سالم الفلاحات
جو 24 : لن آتي بجديد ان تحدثت عن مشاهدات في غزة. فقد سبقتنا افواج وافواج من العالم
زاروها وتحدثوا عنها بالتفصيل , ونقلوا الصورة جزاهم الله خير الجزاء .

لكن زيارتي لها ضمن وفد اوروبي وعربي واسلامي كانت بعد عدوانين كبيرين خرجت منهما بنضحيات كبيرة لكنها خرجت مرفوعة الرأس { ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا }

غزة تعاني محاصرة منذ سنين طويلة تفقد ابناءها بل خيرة ابنائها وبناتها , وتدمر ممتلكاتها

وبناها التحتية ومساكنها ومؤسساتها ومدارسها ومشافيها بشكل دائم , ومع ذلك تبقى قوية بعد كل ضربة كبيرة مزلزلة .

تأملت في حروف اسمها (غـــــــــّزة) فوجدت فيه عجبا يستحق التوقف ولكل اسم من

مسماه نصيب
فهو مكون من اربعة حروف فالزاي مشددة واربع نقاط فتأملوه .

وقسمت هذا الاسم الى قسمين حسب الاهمية الحروف و النقاط وجعلتها في العدوان توازي الخسائر في الانفس وهي الحروف , والخسائر في الممتلكات وهي النقاط .

ولو استطاع العدوان ان يمحو النقطة الاولى فدمرها وزالت المباني والمنشآت لاصبح الاسم
(عزة ) وهي عزيزة حقا .

ولودمرالعدو كذلك النقطتين على التاء المربوطة /المرابطة ان شئت / ودمر الحرف المربوط كله لغدت ( عـــــّز )

وهي عزيزة حقا تقرأ عزها في عيون اهلها رجالا ونساءا وهذه حقيقة ......

لم ار متسولا في الشارع او امام المساجد او من يمزق ثيابك ليكرهك على اعطائه ما يكفيك شره كما في البدان غير المحاصرة !!, لقد استغنت نفوسهم وهم في امس الحاجة
( تحسبهم اغنياء من التعفف ) نعم لقد عف القادة والكبار فعف الشعب .

غزة شريط صغير لكنه عجيب ومعجز, معجز في الصبر والصمود , وفي الابتكار والاختراع , في التكافل والمحبة ’ في التعفف والشهامة , في مستوى التعليم الجامعي فجامعته (الاسلامية ) رغم الحصار من اول خمس جامعات عربية في الاستمرار والديمومة ومستوى العطاء .
غريب امرها فبحرها ليس كالبحار على طول شاطئه فلا ينتظر منه قدوم باخرة فذاك محرم عليه بالعرف الدولي الظالم المتآمر مع الصهاينة !!
وبّرها مغلق الا بالقطّارة وبالرقابة الشديدة , فان انتظرت ساعتين او ثلاثة على الحدود المجاورة رغم التنسيق المسبق ,قيل لك انك محظوظ مقارنة مع الايام الخوالي في حكم الزعيم مبارك !!!
وجوها مغلق مما يراه الناس الا من الزنانات المتجسسة على الدوام ومن طائرات الغدر دون رقيب , وان كانت مفتوحة لرحمة الله كما يظهر . ولاستجابة الدعاء فها هو شارون معلق بين الحياة المعذبة الذليلة والموت الذي لا يدركه منذ سنين.
حروفها صامدة لا يزيدها العدوان الا قوة فاركانها ثابتة وفرعها في السماء ’ ابطالها متألقون اذا قضى منهم سيد شهيد قام سيد اخر.

يعيدون صناعة الركام المدمر ابنية قوية اعتادت على الدمار فاصبح اضحوكة لها

يركبون الصعب ويذللون الشديد القاسي .
شطبوا من قاموسهم المستحيل حقا .
هجروا الاعذار والمعاذير وبحثوا عن البدائل وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل .

لم امدحهم انما ذكرت بعض ما فيهم, ليسوا ملائكة ولكنهم مرابطون حقـــــــا .

واخيرا شريطهم شريط مبارك فماذا لو كان عند العرب مثل هذا الشريط شريطان او ثلاثة

وعسى ان يكون قريبا .
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير