الوزير الشاكي !
في بعض الاحيان تلتصق ببعض المسؤولين الحكوميين اوصاف من وحي افعالهم وادائهم ، فمثلا وصف الراحل الملك حسين رحمه الله احد الوزراء بالوزير "الباكي"،وعادة ما تنطلق هذه الصفات في وسائل الاعلام ويتناقلها الناس لقناعتهم بانها تعبر فعلا عن الموصوف ،فهناك من اطلق على وزير اعلام سابق ب "الوزير المندهش" والوزير "النافي" واحدهم وصف احد الوزراء بالوزير "الباسم" الذي سمع صوت الحمار لأول مرة بحياته في الطريق الى الجنوب ما ادخل التفاؤل الى قلبه، واليوم نضيف تصنيفا جديدا من الوزراء تحت مسمى "الوزير الشاكي".
في الأخبار، اقتادت الاجهزة الامنية مساء الاثنين اربعة مواطنين الى مركز امن الجويدة بسبب قيامهم باللجوء الى منزل وزير الاشغال العامة والاسكان يحيى الكسبي والشكوى له حول انقطاع الكهرباء عن منازلهم بشكل كلي فما كان منه الا ان قام 'معالي الوزير' بتقديم شكوى ضدهم وجرى اقتيادهم من امام منزله 'برجه العاجي' الى المركز الامني .
فإذا كان معالي الوزير الشاكي لا يحتمل "ازعاج" قدوم اربعة مواطنين يدفعون من ضرائبهم راتب الوزير فكيف بالشعب ان يحتمل ازعاج الوزراء وهم ينالون منه ليلا نهارا؟ ولو عممنا سلوك الوزير الشاكي فإن من حق المواطنين ان يقتادوا الحكومة وزيرا وزيرا إلى الجويده لما اقترفوه من سياسات خاطئة بالفعل اقلقت مضاجع كل الاردنيين . المفارقة ان اجهزة الدولة استجابت لنداء وزير معزول بحكومة لم تحظ بثقة مجلس منتخب انتخابا نزيها في حين تغاضت عن الهجوم المدبر ضد الشخصيات الوطنية والمقار الحزبية والمقار الانتخابية وبيوتات الاردنية ..
الراهن أن ايجاد تصنيفات للوزراء هو عمل دؤوب لا ينتهي وقد نسمع في يوم قادم ب "الوزير الطافي" مثلا، لأنه يعمل على اطفاء الانوار في الشوارع او من بيته توفيرا للطاقة (..) او سنسمع ب "الوزير الضاوي" لانه انار الشوارع والطرقات بعد طول عتمة .. ولا حول ولا قوة الا بالله !