إبداعات النسور.. في نظرية الجباية والانهيار !!
تامر خرمه- قبل إعلان رفع الدعم عن المشتقات النفطية، أربك رئيس الوزراء د. عبدالله النسور المواطنين والبنوك على حد سواء، عبر تصريحاته التي قال فيها إن الدينار سينهار في حال لم تقم الحكومة برفع الأسعار.
واليوم يتفتق ذهن الرئيس عن تصريحات عبقرية جديدة، ليعلن أن الدولة الأردنية ستفلس في حال لم يتم رفع أسعار الكهرباء.
جاء هذا خلال لقائه عددا من مدراء الإذاعات المحلية، حيث أكد النسور أن الحكومة تعتزم رفع أسعار الكهرباء فور انتهاء الانتخابات النيابية.
لا ندري ما هي أسرار علم الاقتصاد التي استند إليها النسور في بناء تصوراته العجيبة، فتاريخ البشرية لم يشهد منذ ظهور مفهوم الدولة وجود أيّة منظومة اقتصادية تستند فقط على جيوب المواطنين لتمنع انهيارها، فدولة الجباية المجرّدة سابقة تاريخيّة تسجّل لجهابذة الإدارة الأردنيّة.
ملايين الأموال التي تدفّقت على شكل قروض ومعونات ومساعدات خارجيّة، وتحكّمت في صناعة القرار السياسي الأردني، اختفت بقدرة قادر دون أن يكون لها أيّ أثر على الواقع المعيشي الذي يرزح الأردنيّون تحت وطأة أعبائه، ومازالت الدولة تلجأ إلى الاستدانة وطلب المعونات، ولكن دون ان تفكّر في الاستغناء قليلا عن جيب المواطن المعدم.
البنية التحتية المهترئة، والسياسات التصفوية لكل مشاريع الدولة ومؤسساتها، وتضخم منظومة الفساد، والسياسة الضريبية المنحازة ضد مصلحة الوطن والمواطن، وكلّ ما تقترفه السلطة من تشويه للاقتصاد الوطني، بات المواطن هو المطالب بتسديد فواتيره.. وإلا فإن الدولة ستفلس وتنهار، وفقاً لعبقريّة النسور الاقتصاديّة !!
ورغم أن حكومته تشهد آخر أيّامها، يصرّ الرئيس المغامر على الإمعان في تنفيذ قرارات المركز السياسي- الأمني طمعاً في العودة إلى ذات المنصب يوما ما، متناسياً أنّ الانتحار الاجتماعي الذي اقترفه دولته عبر محاربة المواطنين في خبزهم، والإبقاء على قانون اغتيال الحريّات الإعلاميّة، وإجراء انتخابات نيابية صوريّة في مشهد مشوّه وغريب لمفهوم الديمقراطيّة.. وكلّ ما اقترفه من سياسات عبر سباق نيل الرضا، جرّده من رصيده الذي تمتع به ذات يوم لدى النخب المطالبة بالإصلاح الشامل، حيث كان هذا الرصيد هو ما أوصلك يا دولة الرئيس إلى الدوار الرابع، ولن يكون لك أية فرصة في العودة إلى المنصب الذي انقلبت على ذاتك من أجله، مهما بلغ الإمعان في تطبيق قرارات حكومة الظلّ، التي ستؤدي في النهاية إلى انقلاب السحر على الساحر، وإعلان المواطن طلاقه البائن لصبر أيّوب، الذي أبقاه بعيدا عن الشارع طيلة السنوات العجاف.
