jo24_banner
jo24_banner

تسلل الجهاديين عبرالاردن

ماهر أبو طير
جو 24 :

تستغل الاطراف المؤيدة للرئيس السوري بشار الاسد،مخاوف الغرب واسرائيل من قيام دولة اسلامية في سورية،اذا سقط نظام الاسد،وهذه المخاوف اثمرت قراراً متأرجحاً،بعدم اللجوء الى وسائل فتاكة لاسقاط الاسد.

عدد المقاتلين من»القاعدة»وحدها تجاوزالعشرة الاف رجل من كل الجنسيات العربية والاجنبية،والتدفق مستمر،وسيرتفع خلال الشهور القليلة المقبلة،مما سُيّعقد الظروف في سورية،وسيزيد من الهجرات تحت وطأة القتال.

النظام السوري بقدرمعاناته من تدفق الجهاديين الا انه يوظف تدفقهم ايضا لكي يثبت للعالم ان «بوصلة الارهابيين»وفقا لتعبيراته باتت باتجاه سورية،وهو ايضا يقول ان بديله سيكون اشد خطورة على اسرائيل تحديداً.

من هذه الزاوية تحديداً يريد ان يبرهن للاسرائيليين انه «الشرطي الوحيد» في مهمة حماية امن اسرائيل،وهو شرطي يرتدي عباءة المقاومة،ويتزين بشعاراتها.

عدد المقاتلين من تيارالسلفية الجهادية في الاردن،مثلا،على الاراضي السورية ارتفع مؤخراً الى اكثرمن ثلاثمائة وخمسين مقاتلا،والرقم ارتفع عما كان عليه سابقا،مما يؤشرعلى تزايد حالات التسلل،واندفاع اعداد اضافية من شباب التيار للذهاب الى سورية،هذا في الوقت الذي ترتفع فيه اعداد المقاتلين المتسربين من العراق وتركيا ولبنان ايضا.

ارتفع ايضا عدد الشهداء من السلفيين الجهاديين الاردنيين الى ثمانية عشر شهيداً،يقابلهم سبعة عشرمعتقلا من جانب السلطات الرسمية بتهمة محاولة التسلل الى سورية.

منسوب التسلل عبرالاردن ارتفع مؤخراً،هذا على الرغم من كل الاحتياطات،وهذا يثبت وجود ثغرات عبر الحدود مع سورية.

مقاتلون في التيارالسلفي الجهادي يقولون ان صبغة القتال عموماً في سورية بدأت تثبت على اللون الاسلامي،حتى من خارج السلفية الجهادية،مشيرين الى ان اغلب الشعارات والفصائل العسكرية تركزعلى الجانب العقائدي والديني في القتال ضد الاسد.

احياناً يعود سلفيون جهاديون الى الاردن،بذات الطريقة التي خرجوا بها،وقبل ايام فقط،عاد اربعة من السلفيين الجهاديين الاردنيين عبر الحدود الاردنية السورية تسللا وتم ضبطهم من جانب السلطات،التي لم تعلن ذلك حتى الان.

«ابومحمد الطحاوي»احد زعماء السلفية الجهادية في الاردن يقول اذ اسأله:المعركة في سورية باتت اسلامية.لان النظام يشن حرباً ضد المسلمين،والصبغة الدينية باتت طاغية حتى على اغلبية الجيش الحر.

المعارضة السورية بشتى اجنحتها تنقسم الى اتجاهين،الاول اسلامي،والثاني ليبرالي وعلماني،وهذا الثاني يخشى من قطف الاسلاميين لثمار الربيع العربي في سورية،لكنه في ذات الوقت لايريد بشار الاسد،وهو بين حجري الطاحونة هنا.

تقول المعلومات ان الاشهر الثلاثة المقبلة ستشهد مزيداً من تدفق المقاتلين الاسلاميين،وبالذات القريبين من القاعدة،خصوصا،من تركيا ودول اخرى مجاورة لسورية،وحاضنات السلفيين في المنطقة اعطت الاشارة لرفع مستوى التدفقات.

مايخشاه المراقبون،ان يزداد تدفق الجهاديين،فيما يقوم النظام السوري بتوظيف تدفقهم،من اجل انتزاع توافق دولي وعربي واسرائيلي على بقاء نظام الاسد،وبهذه الحالة يكون الجهاديون وبحسن نية،قد قدموا خدمة جليلة لنظام الاسد،عبر جعل ناره خير من جنة غيره،في عيون عواصم العالم.

اذا زاد تدفق الجهاديين سيقوم الاسد بتوظيف قدومهم لاثارة ذعر العالم،واذا توقف قدومهم،سيكون الاسد قد استفرد بمن تبقى على اراضيه،من مقاتلين،وهو في الحالتين يتجه الى مسرب شبه آمن حتى الان.

هذا يعني ان الاسد مستفيد في الحالتين.
(الدستور )

تابعو الأردن 24 على google news