في عين العاصفة

تتوالى الأحداث علينا بسرعة غريبة وكبيره وتتكالب علينا الناس من كل حدب وصوب في الداخل والخارج لا اعرف لماذا كل هذا الهجوم والتشكيك وأحيانا التخوين وكأنهم يعيشون في كوكب آخر أو ينظرون من أصقاع الأرض ...؟ الوضع العربي الضعيف والهزيل وعدم وجود مشروع عربي موحد وواضح وكل دوله ترفع شعار اللهم نفسي "إلي فيني مكفيني " ماذا يستطيع بلد مثل الأردن بما يعانيه من مصاعب ومتاعب واضحة وضوح الشمس ان يفعل ؟

هل نستطيع في ظل هذا الوضع العربي الضعيف الهزيل الوقوف بوجه القوى العظمى وأدواتها ؟ هل نستطيع أن نحرك الجيش ونقتحم ونهجم وحدنا حتى نرضي أصحاب الأجندات والمتربصين الذين يريدون خراب هذا البلد ودماره ؟ لا نستطيع الا بالطرق الدبلوماسية والقانونية فقط ولطالما حقق الأردن انجازات دبلوماسيه وقانونيه كبيره على مستوى المنطقة والشواهد كثيرة وآخرها قرار اليونسكو الأخير بشان البلدة القديمة في القدس مدينة فلسطينية عربية وتثبيت تسمية المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف كمترادفين لمعنى واحد، والتأكيد على أن تله باب المغاربة هي جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة لدعوة إسرائيل، كقوة قائمة بالاحتلال، لعدم إعاقة تنفيذ مشاريع الإعمار الهاشمي.

حل القضية الفلسطينية التي تعتبرها الدبلوماسية الأردن القضية الرئيسية وهي سبب كل المشاكل في المنطقة هو السبيل الوحيد لتجاوز ما يعانيه الإقليم من ويلات ومعضلات وجلالة الملك هو الزعيم العربي الوحيد الذي يتحدث عن القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية وفي عواصم العالم المؤثرة ولعل الأحداث الحالية في القدس اكبر دليل على ذلك فلم نسمع تعليق من أي زعيم عربي أو دبلوماسيه عربيه الا من جلالة الملك واتصالاته وتحرك وزير الخارج بتوجيهات من جلاله الملك .

اعتقد بأنه كان هناك تقصير حكومي في أحداث السفارة الاسرائيليه وكانت الرواية الرسمية غائبة لمده طويلة نسبيا وكان التلفزيون الرسمي مغيبا عما يجري وكان الأحرى بالحكومة أن تتحمل مسؤولياتها وتضبط الإيقاع وتكون هي مصدر المعلومة وليس الإشاعات والتسريبات والفضائيات مما فتح الباب على مصراعيه للمتشككين والعابثين لبث السموم هنا وهناك وعلى رأي موسى حجازين " ويلي عليك يالبلد مثل الخبز مأكول ومذموم ". هذا البلد الطيب بأهله وقيادته تحمل الكثير عبر التاريخ وسيتحمل وسيبقى أمنا مستقرا وسندا للجميع بإذن الله مهما حاول المتربصين والعابثين والطامعين وان غدا لناظره قريب.