jo24_banner
jo24_banner

منير عويس.. الساقي الأمين

منير عويس.. الساقي الأمين
جو 24 :
كرستينا مراد - تجربته الثرية في قيادة شركة مياه الأردن "مياهنا" تشي أن هذا الرجل لا يهادن حين يتعلق الأمر بسقاية الناس وخدمتهم، ذلك أنه تمكن من توسيع رقعة انتشار الشركة حتى وصلت إلى محافظتي مادبا والزرقاء، في وقت تتضاعف به مشاكل البلاد المائية.

الحديث هنا عن الرئيس التنفيذي السابق لشركة مياهنا، المهندس منير عويس، الذي دفع ثمن مواقفه مراراً؛ نتيجة تمسّكه بأخلاقيات العمل المهني، وانحيازه لرجولة أصيلة في مواجهة ضغوط الرسميين ومؤامرات بعضهم للدفع بخيارات غير قانونية، لكنه ظلّ ممسكاً بياقة مبادئه حين تخلّى آخرون عنها.

له بصمة واضحة في قطاع المياه، بصمة ما لبثت أن تحولت إلى مدرسة فنية بامتياز، خرّجت مهندسين وفنيين وإداريين، صاروا تالياً أسماء لامعة، بمجرد أن ساروا على السكة الصحيحة، وأدركوا أن الإدارة في المياه لا تكون بالمصطلحات والبدلات والياقات الجميلة، إنما بمعالجات علمية تستند لعقيدة المهنية والإبداع.

عويس الذي عمل مكانيكي سيارات في مقتبل عمره، قبل أن يلملم أشياءه وتحط رحاله إلى روسيا لدراسة هندسة المساحة في جامعة موسكو للمساحة والتصوير الجوي عام 1981، استطاع تفتيت جبال من التحديات والصعوبات في القطاع المائي على مدى خمسة وثلاثين عاماً تقلد خلالها العديد من المناصب ثم جعل من تلك التحديات فرص نجاح انعكست على رفع مستوى الخدمة للناس.

التحديات أكثر من أن تعد أو تحصى سواء على صعيد الصيانة للخطوط والشبكات أو في توزيع المياه، لكنها لم تصمد أمام إدارة حكيمة، فتحولت إلى فرص ثمينة، ضاعفت من رصيد الشركة التي حافظت على مسطرة وحيدة من عدالة، سعت لرفع سوية الخدمة وجودتها وسط مجتمع رأى في شركته محطة خدمية تتمسك بالعطاء باعتباره قيمة ومنجزاً لا يقبل القسمة، بعيداً عن النمطية والتكلّس.

نجح عويس منذ تسلمه عهدة المسؤولية في شركة مياهنا في ضخ دماء إدارية جديدة في المفاصل والمنصات الرئيسية؛ لتمتين محتوى القطاع ورفده بكل ما يلزم، وبما يحدث نقلة نوعية في خدمة ملايين الأردنيين وغير الأردنيين، بعد ترميم جسور الثقّة بينهم وبين مؤسستهم عبر مكاشفة حقيقية وبعيداً عن الابتذال والسطحية.

نسرد هذه السطور اليوم لإيماننا المطلق بأن عويس كان حالة أردنية، رفضت كل التحزبات والاصطفافات والأجندات، وعملت بصمت في إصرار منها على ان العمل الخدمي لا يقبل القسمة ولا يحتمل المزايدات.

منير رفض إلا أن يكون ذاك الشاب القادم من جبال عجلون بكامل رجولته ونظافته، وسط مطبات كثيرة، تطلّب تجاوزها استدعاء صلابة الجبال الباسقة، وسعة الأرض الواسعة في آن، فكان له مراده بهدوء وبلا ضجيج.
تابعو الأردن 24 على google news