jo24_banner
jo24_banner

في وداع سعد ابو عنزه _ أبا صخر _

د. نضال شاكر العزب
جو 24 : رحل والدي ووالد صخر ، صديق الطفولة والكشافة والزمن الجميل ، ورحلت الذكرى وليصمت الكلام !!!

كم كان خلوقا ودمثا وعنوانا للصبر ! متجلدا رجلا في المصائب .

رحل من فتحنا عيوننا على خلقه الرفيع ! رحل الوالدون ،

فماذا نكتب عمن كانوا " أباء للجميع " حين تلقاه تحس أنه والدك وحبيبك وصديقك وقريب منك ، رغم السن ، يفهمك وكأنه عالم نفس وبحر حنان !

فكثير ما كنت القاه وتدمع عيناي بعد اللقاء وأرى في عينيه ما لا يوصف وألمح في كلماته البسيطة كل المعاني

رحل العطر ، رحل الوالدون ، الشجر الواقف الوارف ، المتجذر بالارض التي أحب الذين زينهم الشماغ والخلق والصبر والتصبر رحل الياسمين والوفاء ، رحل - الزين –

الهادئ الرزين ، من لا تهزه الحياه الصابر الصبور ، الهاش البشوش ولا نقول إلا ما يرضي الله ، من عيونهم كنا نرى الصبر والسماحة والكبرياء ،

صبر على مصائب الدهر ،فبقي كما هو لا يهتز ، رغم فقدانه الحبيب الأحب عاش كما تعرفه لا يتغير ولا يتبدل ويزداد صبرا ورفعه فتحبه كلما تراه وأينما تراه وإصرار على المواصلة والمجاهدة
يرحل العطر ، يرحل الوالدون الذين يفوقون الشباب بصبرهم وحبهم وكرمهم بالابتسام رحل الوالدون الرجال ! عطر كلما اقتربت منه ، تشمه وتشم رائحه الأباء الأوفياء ، المعلمون الذين فهموا الخلق الرفيع والصبر والتفكر واللين وعلمونا بسلوكهم ولينهم فها نحن نفتقد الشجر الاصيل ، فواحدهم كان أبا للجميع ، وكأن الجميع أولاده !!!
ليتك يا موت لا تأخذ هؤلاء ، الأباء المعطون ، المناضلون
الوالد الانسان الدمث الخلوق الهادئ ، المتقبل للأخر رغم فارق السن ، فمنذ الصغر وعينا على أبا صخر ، وكان دوما حانيا ، يلاطف الصغير والكبير ، هلدئا طيعا هينا لينا ، قريبا من القلب ، لا تشاهد في عينيه الا الإقتراب والحنو والسكينه
صعب أن ننتهي في وداع الوالد ، فماذا تقول فيمن حفروا الصخر وناضلوا ، وأعطوا كل ما لديهم رغم كل الدروب الصعبه ،
الى رحمة الله الواسعه نستودعك أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين
د نضال شاكر العزب Nedal.azab@yahoo.com
تابعو الأردن 24 على google news