لجنة تقييم رؤساء الجامعات تقدم تقريرا بمنتهى الحرفية.. وقلق بالغ من تدخلات اللحظة الاخيرة
جو 24 :
كتب احمد الحراسيس - أنهت لجنة تقييم أداء رؤساء الجامعات أخيرا اعداد تقريرها الكامل حول أداء الرؤساء ونتائج التحقق من التقارير الواردة من مجالس أمناء الجامعات، وذلك بعدما اطلعت ودرست نحو 70 ألف صفحة أرسلتها الجامعات على اعتبار أنها "انجازات الرؤساء".
التقرير تضمن كلّ ما وقعت عليه لجنة التقييم من حقائق موثّقة، سواء تعلّقت بايجابيات بعض الرؤساء أو سلبياتهم، وقد حرص رئيس اللجنة الدكتور أمين محمود على أن يكون التقرير دقيقا وموضوعيا من الناحية المهنية وتحديدا فيما يتعلق ببعض الجامعات، وهذه بالضبط الغاية من تشكيل اللجنة..
كما تضمن التقرير بحسب ما علمت الاردن 24 اشارة إلى الخلل الكبير في أداء عدد من الرؤساء ، وكيف تسبب بعضهم بتدهور أحوال صروحهم الاكاديمية ، إلا أنه لم يتطرق كثيرا إلى بيئة العمل ، وكيف أن بعض الجامعات تحوّلت إلى طاردة للكفاءات بسبب مظاهر الشللية الواضحة فيها.
جودة التقرير لا تعني بأي حال من الأحوال أننا اجتزنا مرحلة تغيير رؤساء الجامعات بنجاح؛ فالمشكلة تكمن بتدخلات اللحظة الأخيرة، والتي تنسف كلّ عمل مؤسسي ممكن، وهنا تأتي مسؤولية الحكومة بصفتها صاحبة الولاية العامة والمطالبة بحماية خططها لتطوير التعليم العالي من أي تدخل محتمل، والأمر هنا لا يتوقف عند وزير التعليم العالي الدكتور عادل الطويسي فحسب، بل يتطلب أيضا موقفا صلبا وحاسما من رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي نفسه!
في الحقيقة، لقد استقبل بريد الاردن 24 خلال الأيام الماضية العديد من الرسائل التي جرى التثبت من صحتها حول تدخلات ووساطات تجري من أجل حماية رؤساء جامعات أثبتوا فشلهم، فيما شكك عدد من الأكاديميين بقدرة متنفذين من الضغط على أحد أعضاء لجنة التقييم من أجل التغاضي عن مخالفات أحد رؤساء الجامعات، وهذا ما نعتقد أن الوزير الطويسي متفطنٌ له..
الواقع أن لجنة تقييم أداء رؤساء الجامعات أعادت الكرة إلى ملعب الحكومة بشكل مثالي بعدما تصدّت لكلّ الضغوطات التي جرت عليها، وبات الملفّ برمته بين يدي الحكومة ،ولم نقل بين يدي وزير التعليم العالي الذي نعرف انه مطل على كل التفاصيل والكولسات والعبث ، وذلك لعلمنا أن الأمر لن يتوقّف عند وزير التعليم العالي، بل سيتعداه إلى ضغوطات ستمارس حتما على رئيس الوزراء نفسه ، وفي هذه الحالة نكون قد نسفنا كل الجهد الذي بذلته لجنة التقييم و اضاعنا الفرصة تماما .
الرئيس الملقي مطالب في هذه المرحلة بتقديم الدعم اللازم للوزير الطويسي وحماية قرار مجلس التعليم العالي من "تدخلات اللحظة الأخيرة"، وإلا فإن كلّ حديث عن اصلاح وتطوير قطاع التعليم العالي سيكون مجرّد "هراء" للاستهلاك الاعلامي ما دام موظف كبير هنا أو متنفذ هناك يتدخل في قرار تعيين أو اعادة تعيين رئيس جامعة ثبت فشله عبر لجنة تقييم محايدة..