jo24_banner
jo24_banner

رؤساء الجامعات وصاحب الدولة وصاحب المعالي

الاستاذ الدكتور سمير بطاينة
جو 24 :
قد يكون في قصة المجنون الذي يملك شهادة براءة من الجنون ما يدعوا للابتسامة، وغالبا ما يتدولها الناس على انها نكتة هي عند من قرروا الانتحار في هذا الزمان - ورفضوا ان يشربوا من نهر الجنون وعاشوا على هدي المتنبي يشقى الواحد منهم في النعيم بعقلة -مستنقع من الدم روافده قيم الحق و المهنية في العمل والاخلاص في العطاء والمرؤة بعدما تم اعدامها من الوريد الى الوريد.

وتتلخص القصة في ان مجنونا ان اراد ان يغادر " العصفورية" وهو لا يغادرها الا بتقرير يثبت شفائه, فتوسط له من تضيع مصالحهم بغيابه وامثاله واصدور كذبا شهادة براءة من الجنون, وفي اول لقاء مع عاقل علق به, تلاحيا حتى اتهم كل منهم الاخر في الجنون, فما كان من المجنون ان اخرج الشهادة التي تثبت براءته, وتحدى العاقل ان يأتي بمثلها!!! انتهت النكتة بهزيمة الشاعر امام من لم يميز بين الشعر والشعير وانتهى معها خلاصة زمن لأمة اراد الله لها ان تكون خير امة فانحازت الى ان تكون احط امة, ولا اعرف سر هذا العناق بين كلمة احط وكلمة حطة التي وردت في القرأن الكريم.

بعدما دخل التعليم العالي في متوالية التدهور في السنوات الاخيره واصبحت الرائحة التي تنبعث من خلف اسوار بعض الجامعات تزكم الانوف حد العمى, وانتشرت رائحة بعض رؤساء الجامعات من التكوين, اي من الطريقة التي اتوا بها واللجان التي اعطتهم صكوك الكفاءة رغم كل الافعال الممنوعة من الصرف حتى التصريف في ملفاتهم, ومرورا بالتمكين الذي يكشف ما ابعد من السؤة الى العورة, من اعتداء بعضهم على شرف الجامعة وشرف الجامعة علامات الطلبة وترقيات الاساتذة والامانة, فجاؤوا من اول يوم انتقاميين صبيانين, قزموا منصبا كان للمجتمع فيه املا " استاذ جامعي" , افقدونا بتصرفاتهم احترام الموظفين والطلاب والمجتمع وتم لطمهم على وجوههم امام سكرتيراتهم, ان تكلموا تلعثموا ولدغوا ولثغوا, حتى عاد العاقل يتمنى ما تمناه المتنبي انه لو قد عاش في غير هذا الزمان.

ثم اتخذت الحكومة لأستدراك ما بقي سلسلة من الاجراءات وتشكلت لجنة الخبراء, وما يرشح منها بعدما طال مكث الماء في الزير ان اللجنة انقسمت بكل الاتجهات في محوري السين والصاد وجغرافيا وتاريخيا, فهل يعقل ان تضرب بنا المصالح حتى يفسد الملح ويبرز لنا من يدافع مخلصا عن الوطن اذ يدافع عنهم, فالوطن مصاحهم اذ وعد ان يحققها هؤلاء لهم, نحن بانتظار اذا ان تصدر اللجنة كتب البراءة للرؤساء التي سيشهورها في وجه كل العقلاء...

يا دولة الرئيس ويا معالي وزير التعليم العالي ان صح ان ليس هنالك تغييرعلى بعض رؤساء الجامعات الذين ثبت بكتب رسمية حكومية تورطهم في الترقيات والعلامات والعطاءات فهل يستطيع منكم احد ان يقول للناس من القاتل ومن المقتول؟ومن السجان ومن المسجون؟ ومن العاقل ومن المجنون؟ فان لم تقدورا رد الجواب فبعد اليوم دعوا المكارم لا ترحلوا لبغيتها فانتم الطاعم وانتم الجاني!!
تابعو الأردن 24 على google news