سمنة الاطفال: المخاطر والوقاية
يصادف اليوم، الحادي عشر من شهر تشرين الاول، اليوم العالمي للسمنة وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وفِي الوقت الذي تدق فيه المنظمة ناقوس الخطر بسبب معاناة اكثر من ٤١ مليون طفل دون سن الخامسة من السمنة المفرطة حول العالم لا زالت الإجراءات الوقائية والعلاجية قاصرة عن التعامل مع السمنة التي تنتشر يوما بعد يوم. حيث تشير التوقعات الى الوصول الى ما يزيد عن ١٠٧ مليون حالة بحلول عام ٢٠٢٥ بتكلفة تقارب ١٠٢ تريليون دولار لعلاج الأمراض المتعلقة بالسمنة لهؤلاء الأشخاص.
وفِي الوقت الذي ترتبط فيه زيادة الوزن والسمنة بالعديد من العوامل المسببة للامراض غير السارية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري والاضطرابات العضلية والهيكلية والعديد من انواع السرطان مما يضع العديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تحت عبء مرضي مضاعف.
لما كان الوقت الأكبر الذي يقضيه الاطفال في البيئة المدرسية فان تلك البيئة تمثل بالتأكيد الجانب الأفضل لتعزيز السلوكيات والسياسات والمنهجيات المتبعة لتعزيز تناول الطعام الصحي وزيادة مستوى النشاط البدني بالتعاون مع المعلمين لكونهم المثال الإيجابي الذي يقتدى به للتأثير بشكل مستدام في نمط حياة الطلبة.إذ تؤكد الدراسات أن تشجيع الطلبة الدين تتراوح أعمارهم بين السادسة والثانية عشرة من خلال برامج متعلقة بمكافحة السمنة له اكبر الأثر في محاربة السمنة لدى هذه الشريحة الكبرى من المجتمع.
هنا لا بد من الإشارة الى عدد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في مكافحة السمنة لدى طلبة المدارس:
-توفير التثقيف الصحي لاكتساب ما يلزم من معارف وممارسات لاتخاذ قرارات صحية أفضل.
-توفير بدائل مدرسية صحية بكلفة منخفضة للطلبة مع الاهتمام بنوعية ما يقدم لهم.
-عدم توفير ماكينات بيع الوجبات والمشروبات غير الصحية.
-ضمان امتثال المدارس لأدنى معايير التغذية الصحية ضمن استراتيجية وطنية متكاملة.
-تعزيز مشاركة الأهالي في تعزيز السلوكيات الصحية في كل من المدرسة والبيت.
-الاهتمام بحصص النشاط البدني لتشمل أنشطة متنوعة بما يتلاءم مع قدرات الطلبة.
-توفير أنشطة لا منهجية خلال فترة الاستراحة من خلال البطولات الرياضية المختلفة والتركيز على الرياضة خلال الطابور الصباحي.
-تشجيع استخدام وساىل نقل آمنة للمدرسة مثل المشي او استخدام الدراجات الهوائية.
-اتاحة المجال لافراد المجتمع المحلي لاستخدام مرافق المدرسة لممارسة النشاط البدني.
إن اجراء فحوصات دورية لتقييم الطلبة والتي تشمل المسح المستمر والتقييمي لاختبار مؤشر كتلة الجسم وزيادة الوزن للطلبة والمعلمين ومن الممكن الاستعانة لأخصائي التغذية لوضع برنامج تغذوي متكامل، واشراك أولياء الامور في حملات التوعية الخاصة بالسمنة وأنماط الحياة الصحية والتغذية السليمة داخل المدرسة وخارجها والتوعية بالامراض المرتبطة بالسمنة وكيفية مواجهتها، خطوات مهمة نحو مكافحة سمنة الاطفال يجب العمل بجدية لتكريسها.
وفِي النهاية إن تبني الدولة استراتيجية وطنية لمكافحة سمنة الاطفال يعكس حجم الادراك للمخاطر الصحية وللاعباء الاقتصادية. استراتيجية وطنية تكفل تنفيذ الاجراءات الوقائية وتضمن سياسة المتابعة والتقييم لضمان نجاح المهمة من خلال لجان رقابية مدرسية مختصة بمتابعة كافة الإجراءات ووضع السياسات قيد التطبيق. ففي الاساس صحتنا هي مستقبلنا.
* رئيسة الجمعية الوطنية لمكافحة سمنة الاطفال