روسيا وإيران شركاء في مأساة اللاجئين
طاهر العدوان
جو 24 : خلال الأسابيع الاخيرة تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين عبر الحدود وفي الاسبوع الماضي وصل عددهم خلال ٣٦ ساعة الى ١١ الف لاجئ، جاء ذلك في الوقت الذي كانت فيه وكالات الانباء العالمية مشغولة فقط بوصول طائرتين روسيتين الى بيروت لإجلاء عدد من الرعايا الروس في سوريا.
النزوح الجماعي من اللاجئين السوريين مرشح للتصاعد في الأسابيع والأشهر القادمة وقد تصل الاعداد الى مئات الالاف وذلك لأسباب متعددة منها: إغلاق الاسد، في خطابه الاخير، الباب امام المقترحات العربية والدولية بشأن المرحلة الانتقالية وإصراره ان تكون تلك المرحلة تحت سلطته وبوجوده على رأس السلطة وهو امر لم يعد مقبولا ولا منطقيا بعد ان أوغل بالحل الأمني الوحشي وارتفع رقم الضحايا الى ٦٠ ألفا.
لقد وصلت الجهود الدولية من خلال الاخضر الإبراهيمي وشركاء اتفاق جنيف الى طريق مسدود بسبب الدعم الروسي القوي لخطط الاسد الامنية في البقاء، هذا من جانب، وبسبب التخلي الامريكي عن الملف السوري بحجج « وجود جبهة النصرة الاسلامية « في صفوف الثوار ولأسباب اخرى باتت معروفة.
ومن الأسباب التي ترشح حصول تدفقات كبيرة من اللاجئين السوريين عبر حدودنا هو اعتماد الاسد سياسة الارض المحروقة التي بدأ بتنفيذها في داريا وضواحي دمشق وفي محافظتي حمص ودرعا باستخدام كافة انواع الاسلحة التدميرية ضد المناطق السكنية، ويرافق هذا التحول الخطير الاعلان رسميا عن بدء عمل المليشيات الطائفية في مناطق حمص حيث التداخل السكاني كبير بين الموالين للنظام وبين الثائرين عليه.
سياسة الارض المحروقة التي ينفذها الاسد تجعل الموقفين الروسي والإيراني في عين الخندق الذي يقاتل منه النظام، والتصريحات الصادرة عن لاريجاني ولافروف عن دعم رأس النظام امنيا وسياسيا توسع من دائرة شركاء الخارج في حرب الداخل السورية. فالسلاح الروسي والإيراني لا يسفك الدم السوري فقط انما يخلق ازمة إنسانية كبيرة بدأت تتجسد بهذا العدد الهائل من اللاجئين خلال الساعات والأيام الاخيرة.
عندما تعلن طهران بان الاسد خط احمر وكذلك تفعل موسكو فان هذه ليست مجرد كلمات بمضمون سياسي انما هي مشفوعة بعملية تدمير وقتل واسعة يقوم بها النظام للحفاظ على بقائه فيما يتحمل الاردن ولبنان وتركيا اعباء كارثة إنسانية بكل ما تعني الكلمة، وهذا ما يصل بالأزمة السورية الى مرحلة اعتبارها ازمة انسانية كارثية تشارك في صنعها دولة اقليمية هي ايران ودولة كبرى هي روسيا، بما يتطلب تحركا فوريا وجادا من الجامعة العربية ومجلس الأمن لتحمل مسؤولياتهما إزاء الموقفين الروسي والإيراني المعطلين الرئيسيين لتنفيذ خطة الانتقال بالوضع السوري الى مرحلة انتقالية بحكومة محايدة كاملة الصلاحيات تجلب السلام لسوريا على اساس خيار ديموقراطي حر للشعب.
(الرأي)
النزوح الجماعي من اللاجئين السوريين مرشح للتصاعد في الأسابيع والأشهر القادمة وقد تصل الاعداد الى مئات الالاف وذلك لأسباب متعددة منها: إغلاق الاسد، في خطابه الاخير، الباب امام المقترحات العربية والدولية بشأن المرحلة الانتقالية وإصراره ان تكون تلك المرحلة تحت سلطته وبوجوده على رأس السلطة وهو امر لم يعد مقبولا ولا منطقيا بعد ان أوغل بالحل الأمني الوحشي وارتفع رقم الضحايا الى ٦٠ ألفا.
لقد وصلت الجهود الدولية من خلال الاخضر الإبراهيمي وشركاء اتفاق جنيف الى طريق مسدود بسبب الدعم الروسي القوي لخطط الاسد الامنية في البقاء، هذا من جانب، وبسبب التخلي الامريكي عن الملف السوري بحجج « وجود جبهة النصرة الاسلامية « في صفوف الثوار ولأسباب اخرى باتت معروفة.
ومن الأسباب التي ترشح حصول تدفقات كبيرة من اللاجئين السوريين عبر حدودنا هو اعتماد الاسد سياسة الارض المحروقة التي بدأ بتنفيذها في داريا وضواحي دمشق وفي محافظتي حمص ودرعا باستخدام كافة انواع الاسلحة التدميرية ضد المناطق السكنية، ويرافق هذا التحول الخطير الاعلان رسميا عن بدء عمل المليشيات الطائفية في مناطق حمص حيث التداخل السكاني كبير بين الموالين للنظام وبين الثائرين عليه.
سياسة الارض المحروقة التي ينفذها الاسد تجعل الموقفين الروسي والإيراني في عين الخندق الذي يقاتل منه النظام، والتصريحات الصادرة عن لاريجاني ولافروف عن دعم رأس النظام امنيا وسياسيا توسع من دائرة شركاء الخارج في حرب الداخل السورية. فالسلاح الروسي والإيراني لا يسفك الدم السوري فقط انما يخلق ازمة إنسانية كبيرة بدأت تتجسد بهذا العدد الهائل من اللاجئين خلال الساعات والأيام الاخيرة.
عندما تعلن طهران بان الاسد خط احمر وكذلك تفعل موسكو فان هذه ليست مجرد كلمات بمضمون سياسي انما هي مشفوعة بعملية تدمير وقتل واسعة يقوم بها النظام للحفاظ على بقائه فيما يتحمل الاردن ولبنان وتركيا اعباء كارثة إنسانية بكل ما تعني الكلمة، وهذا ما يصل بالأزمة السورية الى مرحلة اعتبارها ازمة انسانية كارثية تشارك في صنعها دولة اقليمية هي ايران ودولة كبرى هي روسيا، بما يتطلب تحركا فوريا وجادا من الجامعة العربية ومجلس الأمن لتحمل مسؤولياتهما إزاء الموقفين الروسي والإيراني المعطلين الرئيسيين لتنفيذ خطة الانتقال بالوضع السوري الى مرحلة انتقالية بحكومة محايدة كاملة الصلاحيات تجلب السلام لسوريا على اساس خيار ديموقراطي حر للشعب.
(الرأي)