نتنياهو يدعو لتحريك مفاوضات السلام
دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين إلى "العمل من أجل السلام والأمن" في الشرق الأوسط خلال لقاء في القدس مع الموفد الخاص للجنة الرباعية الدولية توني بلير، بينما قال مسؤولون فلسطينيون إن متطلبات عملية السلام "لن تختلف مهما كانت طبيعة" الحكومة الإسرائيلية، كما قللوا من أهمية الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركي الجديد للمنطقة.
قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن متطلبات عملية السلام "لن تختلف مهما كانت طبيعة الائتلاف القادم للحكومة الإسرائيلية"، كما قللت عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي من أهمية الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري إلى المنطقة.
وجاء في بيان لمكتب نتنياهو أن الأخير قال متوجها إلى بلير إن "الشرق الأوسط لا يتوقف من أجل انتخابات.. كل شيء يستمر.. ينبغي أن نعمل من أجل السلام والأمن، وليس هناك شخص أفضل منك للتوصل إلى هذا الأمر"، وأضاف أن هناك تحديات كثيرة لكنه متأكد من أنه بالإمكان تجاوزها مع الإرادة الحسنة والكثير من العمل.
وأوضح البيان أن بلير أعرب بدوره عن استعداده للعمل مع نتنياهو حول مسائل السلام والأمن في المستقبل.
في المقابل، شدد عريقات في بيان عقب اجتماعه مع بلير في رام الله على أن وقف النشاطات الاستيطانية بما يشمل القدس الشرقية المحتلة، والإفراج عن المعتقلين وخاصة الذين اعتقلوا قبل نهاية عام 1994، يعتبر مفتاح صناعة السلام.
وقال عريقات إن منظمة التحرير "لن تسمح بتكرار التعامل من خلال المنهجية السابقة التي كانت تعتبر المفاوضات هدفا بحد ذاتها"، وأضاف أن المفاوضات هي الأداة وليست الهدف، وبعدما أصبحت دولة فلسطين على حدود 1967 وبعاصمتها القدس الشرقية دولة تحت الاحتلال، فإن ذلك يعتبر تكريسا ودعما للقانون الدولي الذي يحدد هدف عملية السلام بانسحاب القوات الإسرائيلية إلى حدود 4 يونيو/حزيران 1967.
من جهتها، قللت حنان عشراوي من سقف التوقعات من الزيارة الأولى المرتقبة لكيري إلى المنطقة لاستئناف عملية السلام، وقالت للإذاعة الفلسطينية الرسمية إنه لا يمكن تصوير كيري على أنه "يحمل حلا سحريا".
وطالبت عشراوي الوزير الأميركي بالعمل على وضع مرجعية لعملية السلام وإجراء خطوات على الأرض إلى جانب إيجاد جدول زمني لأي مفاوضات مستقبلية، ورأت أنه في حال رغبة كيري في نجاح مهمته "فعليه مواجهة إسرائيل وسياساتها، وهذا يعني امتلاك القدرة والإرادة والجرأة للوقوف في وجه هذه الممارسات وأن يعمل في إطار دولي أوروبي عربي".
ومن المقرر أن يبدأ كيري الشهر المقبل جولته في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل وبعض الدول العربية، بينما لم تنجح اللجنة الرباعية حتى الآن في استئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ سبتبمر/أيلول 2010، حيث يشترط الفلسطينيون وقف الاستيطان والاعتراف بحدود 1967 كقاعدة للمحادثات، بينما يصر نتنياهو على التفاوض "بدون شروط مسبقة"، ويطالب بالاعتراف بإسرائيل "دولة للشعب اليهودي".
(الجزيرة نت )