2024-04-23 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

أسطورة البغدادي

ماهر أبو طير
جو 24 :

آخر الروايات الاعلامية، حول زعيم تنظيم داعش، ابو بكر البغدادي، تقول انه هرب في سيارة تاكسي من العراق الى سوريا، وهذه الرواية الاخيرة، بخصوصه، وقد سبقتها مئات الروايات المثيرة، والمصاغة بطريقة سينمائية.

كل الروايات تريد ان تقول، معا، ان هذا الرجل لايموت، وهو رجل لايمكن قهره. قد يموت الاف الدواعش، ويهرب الالاف، وقد يموت ملايين العراقيين والسوريين، وقد يتشرد الملايين ايضا، غير ان الخليفة وحده لايموت، ولايمكن قتله، ولايمكن جرحه، ويحظى برعاية فوق البشرية، وهكذا خليفة لايمكن ان يموت، لان امامه مهمات تاريخية اختير لها، دون قرار منه!.

في مرات، يسأل المرء ذاته هل هذه الشخصية حقيقية فعلا، ام انها صنعت بشكل مخابراتي، ويتم توظيفها بطرق مختلفة، حتى وقت معين، وقد جرت خلفها الاف العناصر، التي لم تقابله شخصيا، وتتلقى الاوامر عبر وسطاء، قد لايكونون ايضا على صلة به مباشرة، بل بوسطاء اخرين.

لايعرف احد اذا ما كان هؤلاء الوسطاء الاعلى مرتبة، يلتقون فعلياً ب»الخليفة» ام انهم يلتقون فقط بمن صنع الخليفة، وصمم كل قصة داعش، اتكاء على موروث ديني، نختلف عليه في الاساس، كمسلمين، باعتبار ان هناك مدارس اسلامية مختلفة، تقرأ النصوص الموروثة بطرق مختلفة، فيكون الخليفة قد ادى مهمته الفعلية، في تشويه سمعة الاسلام والمسلمين، وتقديم نسخة دموية منه، الى العالم.

هل يعقل ان كل دول العالم، واجهزتها الامنية، لاتستطيع تحديد موقع الخليفة ولاتستطيع قتله، وهي القادرة على فعل ماهو اكثر من ذلك بكثير، ولدينا من الادلة الكثير على قدراتها، ومهما بلغت قدرات البغدادي- ان كان موجودا- في التخفي، فلا بد من وجود قدرة على تصيد اي معلومة، او خطأ، خصوصا، ان هناك خروقات امنية في كل شبكات داعش، تمكن هذه الدول والاجهزة من الوصول الى البغدادي؟!.

ثم اذا كان وجوده حقيقيا في الاساس، فأين تسجيلاته وفيديوهاته، ولماذا يكتفي التنظيم فقط بنقل الاوامر شفهية او مكتوبة، حتى الان، وهل هذا يعبر عن حرص امني، على حياة البغدادي، من جانب التنظيم، ام انه يعبر عن حلقة مفقودة في كل قصة الخليفة الغائب؟!.

والاسئلة هنا، كثيرة، ومن بينها، ان البغدادي لو كان موجودا فعليا، فهل مايزال على قيد الحياة، ام انه تعرض للقتل منذ زمن بعيد، ولم يتم الاعلان عن ذلك، وفي اطار ذات التساؤلات ايضا، النقطة الاهم المتعلقة بالطرف الذي صنع البغدادي، ووظفه، خصوصا، ان الغموض يحيط بشدة بشخصيته، ولابد في التحليل من الفصل بينه، وبين تورط الالاف في التنظيم، والحلقة المفقودة، هي الاهم في هذا الصدد، اذ قد تكشف الايام، ان الالاف يتبعون رجلا غير موجود فعليا، او مقتول منذ زمن بعيد.

سنبقى نسمع قصص البغدادي، كل فترة، وكيف ان كل دول العالم، تفشل يوميا في ملاحقته او قتله او الوصول اليه، في سياق تعزيز اسطورة البغدادي، ونحو توظيفها لاعتبارات مختلفة، حتى يقترب موعد النهاية، لكل قصة داعش، ولحظتها، قد نسمع عن مقتله، عبر عملية لم تحدث فعليا،يتم نسبها الى هذه الجهة او تلك، وبحيث تطوى كل القصة، ويبقى وجوده ورحيله غامضين، وعرضة للتأويلات.

 
تابعو الأردن 24 على google news