هل تسببت رسالة الى الملك باحالة موظف على الاستيداع..؟!
جو 24 :
* ابو رمان وجّه رسالة إلى الديوان الملكي حول هجرة وتفريغ الضريبة من الكفاءات
* البشابشة ورغم كفاءته الفنية العالية، نُقل من ادارة مديريته ليكون مسؤولا عن النظافة قبل احالته على الاستيداع!
* ابو رمان دعا المسؤولين الحكوميين لتسديد الضرائب المستحقة عليهم
* كيف نفهم الحديث عن مكافحة التهرب الضريبي في ظلّ ما تعانيه الضريبة؟!
أحمد الحراسيس - لم يكن الموظّف في دائرة ضريبة الدخل والمبيعات، عزّ الدين أبو رمان، يعلم أن الرسالة التي وجّهها إلى الملك قد تكون سببا في احالته على الاستيداع، ولم يكن يعلم أن مطالبته بتشكيل هيئة مديرين لادارة الضريبة بدلا من أن يكون القرار بيد شخص واحد ربما يودي به إلى الاستيداع، خاصة وأنه يقوم بواجبه على أكمل وجه ويعمل بكلّ قوة واخلاص من أجل تطوير وتحصين عمل المؤسسة.
أبو رمان وبحسب ما أكده لـ الاردن24 وجّه رسالته الأولى إلى الديوان الملكي العامر، وقد دعا فيها إلى الالتفات لظاهرة "هجرة الكفاءات" وضرورة تشكيل هيئة مديرين واتخاذ خطوات عملية أخرى لوقف تسرّب الكفاءات من الضريبة إلى دول الخليج العربي والعمل الخاصّ داخل المملكة.
ويقول أبو رمّان -الذي يخلو ملفّه الوظيفي من أية مخالفة أو ملاحظة سلبية- إن الرسالة الثانية تضمنت مطالبة غير الملتزمين بدفع المستحقات عليهم "قبل مناداتهم وحديثهم عن مكافحة التهرب الضريبي".
أبو رمان عبّر عن تخوّفه من مظاهر "تصفية حسابات" تلوح في أفق قرارات الاحالة على التقاعد والاستيداع، مؤكدا خطورة التخلّص من الكفاءات لمجرّد أنهم "يُشكّلون خطرا على بعض المسؤولين المتهرّبين".
الواقع أن الاردن24 ولدى البحث في ملفّ ابو رمّان والاستماع لآراء زملائه، وجدت اجماعا على أن هذا الموظّف الاربعيني لا زال في قمّة عطائه ومشهود له بالاستقامة وطهارة اليد والتفاني في عمله والاخلاص لوطنه، في الوقت الذي تعاني فيه المؤسسة من نقص الكفاءات وهجرة الكوادر!
وتبيّن أثناء متابعتنا هذا الملف، أن هنالك اسماء اخرى جرى احالتها على الاستيداع في ذات القائمة، من بينهم الدكتور زياد البشابشة، والذي جرت إحالته على الاستيداع في نفس الدفعة بالرغم من الكفاءات التي يتفرّد بها دون غيره من الموظفين، إلى جانب اتصافه أيضا بالطهارة وشخصية ترفض أية ضغوطات لتمرير قرار يرى فيه اعوجاجا..
وأُحيل البشابشة على الاستيداع بعمر 51 عاما دون ابداء الأسباب، ولكن الحديث يدور حول كيفية نقله من ادارة مديرية الديون والتنفيذ الجبري التي تتطلب كفاءة فنية على مستوى عال "يتمتّع بها"، إلى مديرية الشؤون الادارية ليكون مسؤولا عن نظافة المباني وعمل المصاعد!
في الحقيقة إن تلك الحالات أثارت لدينا تساؤلات لا بدّ من توجيهها إلى رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي والذي يشير دائما إلى الحاجة لرفع الأسعار؛ كيف نتحدث عن الاصلاح الضريبي ونترك الأمور في مؤسسة حيوية مثل الضريبة تسير بهذا الشكل ودون متابعة شؤونها، وكيف يمكن أن نُفرّغ الدائرة من كفاءات مشهود لها بهذا الشكل!
الاردن24 وحرصا منها على اظهار الرأي والرأي الاخر، حاولت على مدار أربعة أيام التواصل مع مدير عام دائرة ضريبة الدخل والمبيعات، بشار صابر، بالاتصال الهاتفي وارسال الرسائل والوسائل المتاحة الأخرى، للوقوف على أسباب احالة عزّ الدين أبو رمان والبشابشة واخرين على الاستيداع بالرغم من كونهم موظفين مشهود لهم بالكفاءة والطهارة.
ومن جانبه، أعلن النائب معتز أبو رمان تبنّيه قضية "الموظفين المفصولين من الضريبة"، طالبا احالة الملفّ إلى لجنة النزاهة النيابية.