لا دخان من دون نار.. وصمت نيابي عن توجه الحكومة لإلغاء "الجسيم"
عبد الله اليماني
جو 24 :
سلام الله عليكم أينما كنتم على امتداد ارض وسماء الأردن ، سهولا ، جبالا ، أودية ،كهوفا ، خنادق ، أغوارا ، بوادي ، وصحاري، بعيدون عن فلذات أكبادكم ، لا تعلمون عنهم شيئا لأنكم اخترتم الدفاع عن الوطن الغالي . لا تعلمون هل تناولوا طعامهم إن كان لديهم طعام ، أو تعالجوا إذا أصابهم عارض صحي . تركتموهم عين الله ترعاهم . أياديكم على الزناد ،وعيونكم كعيون الصقر ، ترقب كل حركة غير طبيعيه ، تعدون نجوم الليالي نجمة من نجم سهيل إلى نجوم طريق التبانيات ،ومراحل طلوع القمر . وغيركم من يتسكع هنا وهناك ، يتلذذ بما لذ وطاب من كل ألأصناف ترافق سهراتهم وجلساتهم كل أنواع المشروبات الباردة والساخنة . وانتم أيها النشامى أجسادكم سياج للوطن (تنتفض من شدة البرد). فلا تدفئة مركزية في مواقعكم ، ولا لحف فاخرة مستوردة ،مجوز أو مفرد، طبقة أو طبقتين، تلتحفون بها. وإنما ترتدون ما لديكم من ملابس كي تقوا أنفسكم البرد الشديد ، بينما هم يخلعون جاكيتات (الماركات العالمية الحرير) لحظة دخولهم مكان السهرة في تلك الليلة تلبية لتلك الدعوة .
سلام الله عليكم أيها الشجعان الرابضون في خنادقكم تسهرون على حماية امن الوطن والمواطن .سلام الله عليكم وانتم في ميادين الرجولة والبطولة والإقدام والعرق يتصبب من جباهكم التي لفحتها شمس صيفها الحارقة ، ورسمت عليها تضاريس الأرض من شدة برودتها . فأصبح لونها من لون تربة ارض الأردن الطهور. انتم في ميادين الرجولة والبطولة ، وهم في صالات الاستقبال المكيفة مركزيا .يقف بانتظارهم موظفو الاستقبال للترحاب بهم والانحناء لهم ، يمسكون معاطفهم ويضعونها على في خانة الملابس الخاصة بالزبائن . يا جنود الأردن مثل هؤلاء لا يعترفون بكم ولا يذكرونكم ولا يحبون سماع سيرتكم وظروف أعمالكم تحت عنوان ( الناس مقامات ) . لا يفضلون سماع ( طرياكم ) ولا أقول يكرهونكم لان هناك ما هو أهم منكم . وان ذكرتم على موقف مشرف يستهجنون ذلك. ( من هم ) لأنهم غارقون بأمور بعيده كل البعد عن حماية الوطن ، يفكرون ويعرفون أن ( الوطن عبارة سهرة وصفقة وسفره ) . وليس حمايته شرف يؤديه الرجال تضحيات جذورها أرجلهم مزروعة فيه وفي أياديهم سلاحهم ، يحتضنون الأرض بأجسامهم . والشاهد على ذلك ( ميادين الرجولة والبطولة والشرف ) . يا ( عيباه ) هناك أناس أضاعوا الشرف (لأنهم يحلفون بشرف أعراضهم التي أضاعوها في صفقات العمر ) . هؤلاء لا يعرفون أن ( ميادين الجندية تصنع رجالا ) وخريجوها لا يعرفون السهر في صالات الاستقبال ولكنهم يعرفون السهر في زوايا الوطن ولياليه المظلمة في جانب الأسلاك الشائكة . وهذه الميادين لا يعرفها إلا من تخرج منها وعاش شجاعا وقدموا تضحيات جسام لهذا حصلوا على ( جسيم ) .
لقد حدثي بطل من حرس الحدود أن سيارتهم تعطلت ليلا في الصحراء وهم متوجهون إلى مكان عملهم . فماذا يصنعون المسافة طويلة والليل منتصف وبرد الصحراء قارص . لقد بحثوا في المكان لعلهم يجدوا حطبا يشعلون النيران فيه ، ولان الصحراء قاحلة فلم يجدوا أمامهم سوى إشعال النيران في البطانيات التي معهم، ( يا حسرة عليك يا جسيم ) . يكفيكم البرد الذي تسلل إلى أجسادكم ، فالروماتيزم والرشح والصداع ، تعالجونها بكاس من أعشاب ( الشيح والقيصوم والمرامية التي موطنها الصحراء ، فانتم ( رجال الأردن ) . تهتفون( بالروح بالدم نفديك ). على أزيز الرصاص والتصدي للعصابات الإرهابية وأدواتهم الإجرامية فتلك ليس لها ذكر واعتبار لدى بعض المسؤوليين من أصحاب النفوذ، أما الظروف الجوية فحدث ولا حرج فالبرد والحر يلازمكم ، وآخرون لا هم لهم سوى الحصول على المزيد من المكتسبات . إنها أرزاق ( سبحان من قسم الأرزاق ) . ولا ينسى من فضله المسؤوليين .
لهذا فالأرزاق الحكومة تدافع عنها ، تحت عنوان (ضبط الاستفادة من المكرمة ومنع التجاوزات فيها) . عبر الحديث عن ( الجسيم ) وهو رسالة مفادها ( إلغاؤه ) . والإلغاء معناه أن ( التقرير الطبية ) التي تصدر عن اللجان الطبية في الخدمات الطبية الملكية . ( مشكوك في أمرها )وهي التي تعالج أكثر من 40% من الأردن إلى جانب العرب والأجانب. ويشهد لها القاصي والداني بجودة خدماتها الطبية وانجازاتها التي يعلن عنها بين فترة وأخرى ، وهي انجازات ( للسواعد والعقول النيرة الأردنية ). و ضبط الاستفادة ، تماما كضبط توحيد أسعار مادتي ( الكاز والسولار) تحت عذر ( خلطهما ) . وهذا عذر لا يصدقه عقل . وإنما نصدق أن هناك إلغاء . سيصدر بعد إقرار مشروع الموازنة كونه ورد في سياق مناقشة الموازنة مع اللجنة المالية النيابية . وهذا يعبر عن جسامة المصاب الجلل عنوانه ( معاقبة المنتسبين للجيش العربي – القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية عاملين ومتقاعدين ألا وهو إلغاء ( الجسيم ) . استجابة للتعليم العالي والجامعات الرسمية. وهذا إن دل على شيء يدل على مدى اهتمام الحكومة بالمؤسسات العسكرية والأمنية . وقد بادر بعض رؤساء الجامعات الحكومية ( رسمية ) . بإلغاء الجسيم من قاموسها . والغريب ( أنها أبقت على استثناءات الخاصة بأعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات بذريعة ( الحفاظ عليهم من الهجرة) . رغبة منهم في مساعدتهم كونهم (المساكين أوضاعهم المعيشية والاقتصادية صعبة. أي رؤساء وأساتذة الجامعات ( فقارا ). أما ( الجند ) بنظرهم (أغنياء برواتبهم الخيالية ) . نعم الجند أغنياء ( بإيمانهم بالله عز وجل كونهم أصحاب رسالة خالدة معطرة بتراب الوطن أي هم ( حماة للوطن وما يقومون به فهو واجب مقدس ) . ورسميه الجامعات هذه لا ارتاح لها لأنها مؤنث . ولكوني ذكرا فأحب الذكور . وهذا العقاب يدل دلالة واضحة لا لبس فيها أن ( الحكومة تصب جام غضبها على العسكريين العاملين والمتقاعدين ، ولا تعترف بما قدموا ويقدمون من تضحيات عنوانها الكبير (الشهداء والجرحى ،والدماء الطاهرة فداء للوطن ) . ويبدو أنها تعيش في واد والوطن الذي يحميه الجند في واد آخر ) . وربما هي غير معنية بمجريات التطورات التي تحدث في دول الجوار وانعكاسها على الأمن القومي الأردني ،في ظل تواجد للعصابات الإرهابية . إلى جانب الركود الاقتصادي وتآكل الرواتب جراء السياسات الحكومية الغير مدروسة ، و( خوف الله ) أن الحكومة لا تعلم ، أن لدينا أوضاع اقتصادية خانقه ( أكلت الأخضر واليابس ) مما تسمونه ( الراتب ) الذي طار بحفظ الله ورعايته نظرا لارتفاع أسعار ( المحروقات ، فواتير الكهرباء ، الماء ، الغذاء والدواء ، الإيجارات ، والتعليم والمواصلات الخ ... ) .
وإن مجرد التطرق لموضوع ( الجسيم ) شيء خطير جدا وهو انتقاص من التضحيات التي قدمت من قبل الجند في شتى الميادين والحديث عنه كمن يقول : ( لا يوجد تضحيات تستحق لقب جسيم ). فالعسكر والإتيان على موضوع ( الجسيم ) واستعراض قصة الجسيم كالذي ( يبحث عن النار تحت الرماد) . الهدف منه طرح (إلغاء مكرمة الجسيم ) . متناسيا أن الإلغاء سيؤثر على معنويات الجند في الميدان ، ويحرم أبناءهم من فرص التعليم الجامعي ، وإيصال المتقاعدين إلى درجة أن كل واحد منهم سيشعر بالأسى والندم على الأيام التي خدم فيها في الجندية. وهذا التوجه أعادني إلى القرن الماضي عندما رغب رئيس وزراء سابق ( إلغاء أيام الجمع من الراتب الشهري ) . للجند. فتصدى له رجال الوطن المخلصين في مجلس النواب والحكومة وقالوا له : اذهب أنت احرس الوطن . وقد تراجع عن قراره . وهنا يتوجب على كل مسؤول يتربع على موقع المسؤولية وابن وطن أن يضع نفسه مكان هذا الجندي قبل أن يتخذ قراره الذي سيؤذي فيه الجندي .ويعتبر نفسه مكان هذا الجندي . وأمام ذلك ما أحوجنا اليوم إلى مسؤول لدية روح التنافس في خدمة أبناء الوطن لأجل الوطن والمواطن وليس لأجل الكرسي. كمثل المغفور له بإذن الله ( وصفي التل ). إننا نتطلع إلى أردنية تلد رجلا تدافع عنه انجازاته ويفتخر به الأردنيون ويكون حبه خالصا لوجه الله .
وهنا سؤال يطرح نفسه (ألا تعلم الحكومة هناك دول أجنبية درس فيها أبناءنا دراسة جامعية ( بالمجان ) ؟ كون الدراسة لديهم حق للجميع ولم يعاملوهم أنهم أجانب وتنتهج سياسة ( تجفيف جيوبهم ) . لقد درس أبناءنا في جامعاتهم مجانا وشبة مجاني . وكذلك بعض الدول العربية سلكت ومازالت تسلك نفس الطريقة إلا الأردن فالتدريس الجامعي مقابل المال . وليس أي مال فالدراسة في بعض جامعاتنا أسعارها خيالية ولا يستطيع كل مواطن تدريس أبناءه ومن ضمنهم العسكر عاملين ومتقاعدين من هنا جاءت (الجسيم ) التي وردت نصا صريحا وواضحا في قانون المتقاعدين العسكريين، ولا يمكن إلغاؤها إلا بقرار من مجلس الوزراء . وانطلاقا من ذلك فانه يتوجب على الحكومة الاعتراف بأنها مقصرة اتجاه العسكر (عاملين والمتقاعدين ) وعليها أن تنزل إلى الشارع لمعرفة أوجه تقصيرها .وسخطهم عليها ف(الشارع ) ومواقع التواصل الاجتماعي اصدق من الاستطلاعات وقياس الرأي . وإذا لا تفضل النزول إلى الشارع لتقف على حالها الشعبي ، اذكر لها إن اسمها لدى العامة حكومة ( الانتقام من الشعب ) ، التي دمرت وتدمر مقومات حياتهم وتمزق وجودهم ( في الحقد والكراهية والفقر والبطالة والموت البطيء وانتشار الأمراض ) .
وعليها أمام هذه التضحيات الجسام التي قدمها ويقدمها الجند البواسل أرى فصل وزارة الدفاع عن رئيس الوزراء وتسميتها ب (وزارة الدفاع وشؤون المحاربين ) يتولى حقيبتها رجل عسكري.تعنى برعاية المنتسبين والمتقاعدين للمؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية وأسر الشهداء. في ( تحسين أوضاعهم الاجتماعية، وتذليل الصعاب) التي قد يواجهونها . وما يقدم ما هو إلا رد للجميل لما قدموه من اجل ، ( الأردن أرضا وشعبا ونظاما). ومقابل ذلك على الحكومة العمل على الحفاظ على جميع الحقوق والمكارم الملكية السامية المكتسبة التي حصلوا عليها من خلال القوانين والأنظمة وعدم المس فيها . وتعترف بأنها تأتي ردا للجميل عما قدموا ، من تضحياتهم بأرواحهم الغالية ودماءهم الزكية . جيلا بعد جيل،وحطموا بوقفاتهم البطولية المؤامرات وافشلوا أحلام المتآمرين . ومن ثمارهم ( عزة ورفعة الوطن وكرامته ،واستقراره وازدهاره ). وللعلم أن ما يشغلهم أن تبقى الروح المعنوية عالية والرغبة في حماية امن واستقرار الأردن متوقدة ، يتسابقون دفاعا عن الوطن . بكل شجاعة وإقدام، يقتلعون جذور الإرهاب والتطرف من جذوره .حاديهم حماية حدودنا والجبهة الداخلية وفاء (للوطن ) .
يا أيها الجند إذا كانت الحكومة ليست معكم يكفيكم فخرا ( أن الله معكم ) في السراء والضراء وان ( أبا الحسين قائدكم والشعب خلفكم ) . فمن كان الله معه فلا خوف عليهم .