كفوا بلاكم عن الخدمات الطبية الملكية
عبد الله اليماني
جو 24 :
أول مسؤول عسكري ،تحدث عن أوضاع ، الخدمات الطبية بكل مرارة وحرقة وحسرة وألم شديد وهو على رأس عملة ، وهذا التصريح له عاقبة على موقع الباشا وربما تؤدي إلى إقالته ، لان تصريحه أزعج آخرين مجموعة ( تمام ) وان ( الدنيا قمرا وربيع ) ، والجو بديع ، وقفل على ،كل المواضيع ،التي تسبب الحرج ، والهرج وكشف المستور ، والتقصير للمسؤولين ، الذين شعارهم ، كل شيء تمام . وان حدثت إقالة الباشا ، فهذا يعني رسالة ،خطيرة لكل مسؤول ، على رأس عملة ، إياك والقول المباح ، حتى لو أن المريض، وقع وعلى (طوله طاح ) ، وضج المكان بالعويل والصراخ ، مات المريض ،من قلة الدواء، وتعطل الأجهزة وانطفاء الكهرباء .
هذه الخدمات الطبية، التي تعالج أوجاع المرضى ، اليوم تعاني ، أوضاعا مالية خانقة ، ولا حياة لمن تنادي . واحسرتاه هذه مدينة الحسين الطبية ، التي كانت ولا تزال ، يعود لها الفضل في وضع ، سمعة تطور الطب في الأردن في ( المراكز العالمية ) ، أينما تذهب تسمع بكل فخر واعتزاز (هنيئا لكم ) ، الطب لديكم يضاهي، الدول العالمية .
الصرخة (مدوية )التي أطلقها الباشا التميمي ، أمام نواب اللجنة المالية ، إما الدعم أو الموت البطيء ،ما هي إلا جرس إنذار ورسالة تحذيرية لم يعد السكوت يجدي نفعا ، ولا مقبولا فقد ، اشتد ( الحبل على الخناق ) . وع المكشوف ، وبالبلدي ، يا سامعين الصوت ( مافي فلوس ، يعني مافي خدمات جراحية وعلاجية وتمريضية ) .
ولا بد من التوقف مطولا ما بين حديثة أمام النواب ، و(حكي ) أبناء القرية ،( سولافه ) ، تارة يتنهد وتارة يكمل سرد معاناته ، التي تخرج من أعماق ، قلبه الوجعان ، ( سولافته ) الممزوجة ، بالدم والعرق ، والسهر وتعب الليالي ، التي انطلقت من غيرته ، على الخدمات الطبية ، التي عاش فيها ، وأمضى زهرة شبابه ، وهو في كل يوم كان يحدق فيها بنظراته ، يتفقدها ويشاهدها ، وهي تنموا رويدا ، حتى كبرت ، وأصبحت قبلة ، لكل صاحب علة ، يبحث عن ممضع يشفافيه مما يعاني .
حكا في الوقت الذي كثير،من المسؤوليين ، الذين لا يتكلمون إلا ، بعد مغادرتهم كرسي المسؤولية ، حيث يبدأوون بالتنظير ، بأنه لو بقي في موقعة ، لما وصلت الأمور ، إلى حافة الهاوية وهلم جرا . وانطلاقا من ذلك يعتبر الباشا التميمي ،حالة نادرة ، فريدة متفردة وإذا جاز لي ألقول : بأنه حالة فريدة ، ساءها الوضع السيئ ، فلذلك تكلم وهو يجلس ،على كرسي المسؤولية . قائلا : ما ينجيه عند الله ، مهما كلفه ذلك من ثمن ، لمن كان متواجدا ، منهم كيف اخدم ، المرضى والأبواب أمامي ، أغلقتها مطالبات مالية مقدارها ،(376 ) مليون دينار؟ ! هي ديون متراكمة ، مطلوب مني تسديدها، وفصلها لمن حضر وسمعوها ( صوت وصورة ) ملايين الأردنيين، الذين يتغنون بالراحل، ملك القلوب المغفور ، له الملك الإنسان (الحسين ) طيب الله ثراه ، الذي أرادها أن تكون ، منارة يهتدي إليها كل مريض . معناها ( اللهم اشهد ، اللهم إني قد بلغت ) . تاركا كل ما يترتب على كلامه خلف ظهره ، لا يخشى أحدا إلا من الله ، الواحد القهار .
إلا أن ندائه الصادق الذي ( بح ) صوته ، أمام النواب لم يحرك ساكنا ، وكان الأمر لا يعنيهم ، لا من قريب أو بعيد ، وان القوات المسلحة ، والأجهزة الأمنية ، والخدمات الطبية ، لا تعنيهم ، وكأنه محذور عليهم دعمها . ربما لأنهم حماة الوطن والشعب والعرش ، ومرتباتها من أبناء الحراثيين .
فلو كان لديهم أدنى اهتمام ونوايا حسنة لدعموها ، وخيروا الحكومة مابين دعمها أو إلغاء موازنة الهيئات المستقلة ، تمهيدا إلى إلغاءها ، ودمجها مع الوزارات التي فرختها . مع العلم أن المواطنون يطالبون ، بإلغاء هذه الهيئات المستقلة .
إن تصريحات مدير الخدمات الطبية ( الباشا التميمي ) ، ليست من باب الشعبوية، والبحث عن الشهرة ، وإنما لوجود خطر حقيقي، يهدد الأمن الصحي ، ويقضي على الانجازات ، والنجاحات الطبية ، التي حققتها وتسعى للمزيد ، في العديد من المجالات كافة . هي رسالة تحذيرية ، من مسؤول وطني غيور ، أعلنها بكل صراحة ، وشجاعة وإقدام ، (لقد طفح الكيل ، ولم يعد السكوت ، يجدي نفعا ، فقد وصل الحبل على الخناق ، وبلغ السيل الزبا ) ، وعالمكشوف ، وبالبلدي ، يا سامعين الصوت ( ما في فلوس ، يعني ما في خدمات جراحية وعلاجية وتمريضية ) .
إن التحذير الذي اطلقتة ، يأتي من باب ،وهنا اقتبس من كلام فضيلة الشيخ النابلسي (( الطبيب اختار هذه الحرفة الراقية ، فحينما يقدم الحاجات للناس ، يسهم في شفائهم من أمراضهم ، يرتقي عند الله ، والبطولة أن تكون ، محموداً عند نفسك ، وعند الله وعند الناس ، والإنسان بنيان الله ، وملعون من هدم بنيان الله ، هناك ( حرف ) أساسها هدم الإنسان ، و حرف أساسها بناء الإنسان)). وعطفا على ما سبق ،فالباشا قالها : بكل وضوح ، ( مثقلون بالديون ) . بالرغم من تراجعه عن صرخته المزلزلة . أن الحكومة بين ليلة وضحاها ، قامت بالواجب ، وبات واضحا لدينا انه إذا لم تصدر توجيهات ملكية سامية ، تبقى الأمور على حالها ، يعني الحكومة لا ( بتهش ولا بتكش ) ، فلهذا التعهد الحكومي ، يدعونا إلى التوقف عنده طويلا ، خاصة وان الأوضاع المالية والاقتصادية التي يعيشها الأردن الكل يعرفها جيدا .
أما الذين يجهلون مسيرتها المباركة ، فأني اعتز بأنني أول من كتب عنها في (العرب اليوم ) ، تحت عنوان ( أصحاب الأوائل ) ، مسيرتها المباركة ، وهنا أشير في عجالة ، أن التطور الطبي ، الذي يشهده الأردن اليوم هو من نتاج الخدمات الطبية الملكية ، فهي صانعة الانجازات والمعجزات الجراحية والطبية والعلاجية . على المستويات المحلية والعربية والدولية .
فالباشا ليس ممن يتملقون أو ينافقون على حساب مصلحة الوطن ، والمواطن وأمانة المسؤولية ، التي يتولى إدارتها ، بكل حرفية واستقامة . هؤلاء هم أبناء القرية( الحراثون ) ، الذين لا يعرفون ، إلا قول الحق ، وكشف الحقيقة ، ولا يعرفون يتكلمون ، كأهل المدن ، كلام ( المجاملة ) على حساب ( المصلحة العامة ) . ولعمري أن الكلام الذي قراء نصه، (الباشا التميمي ) ، هو كالخبر ( لمذيع ) نشرة الأخبار ، ( تصريح ) عليك التقيد بنصه ، واتركنا من حكي ( سواليف ) أهل القرى .
ياسيدي شتان مابين حديثك أمام ( نواب اللجنة المالية ) ، الذي هو عبارة عن سواليف أبناء القرية المحببة ، لنا نحن أبناء الحراثيين ، الذي صدر من قلب ، موجوع وغيرة ليس لها حدود ، على ملاذ الأردنيين الآمن ( الخدمات الطبية ) ، التي عشت فيها ،منذ نعومة ، أظفارك شابا يافعا ،تخطوا أولى خطواتك الطبية ، كبرت معها حتى ، كبرت وترعرعت ، وأصبحت قبلة لكل صاحب ،علة يبحث عن شفاء مما يعاني .
يا سيدي نحن أبناء الحراثيين ، كلامنا المعسول هو ( لاقيني ولا تغديني )، فأبناء القرية لا يعرفون ، مثل كلام أهل المدن ( فنجان قهوة أهلا وسهلا وفنجان مع السلامة ) . أهل المدن ، يجاملون على حساب المصلحة العامة ، ونحن الكلمة تملأ الفم ، لا مجاملة ، كلامنا ( يفش الغل ) ، ولعمري أنك فشيت غلنا . علما أنك لا تخشى في ، الحق لومه لائم . ولا تجامل على حساب المصلحة العامة . وما قلته : هو استجابة ، ( مكره آخاك لا بطل )، أي (عملية إطفاء نيرات ) ، تصريحك الناري الذي أشعل (النار في الهشيم ) . ويأتي تصريحك الثاني ، أن الخدمات الطبية ، ستقوم بإنشاء مستشفى عسكري ، في حرم المدينة الطبية بسعة ( 400 سرير ) ، ومن المعلوم ، أن كل سرير ، يكلف حوالى (750 ) ألف دولار . فضلا عن إقامة مستشفى آخر في الزرقاء ، ومركز للأورام ، ومشاريع توسعة أخرى . متى سيتم ذلك ، ومقدار تكاليفها ، علمها عند الله ، سبحان الله ، الذي يهدي من يشاء .
فلذلك نسألك يا باشا ، معقول أن الحكومة هداها الله ووفرت المخصصات المالية اللازمة لهذه المشاريع ؟! لكن لا عليك يا باشا ، لن أحرجك ،سأعفيك من الإجابة ، الحكومات يا سيدي عودتنا انها لا تفي بوعودها . والمكتوب يبان من عنوانه. ولكن لديها خصال جيده ألا وهي تشاركنا الأفراح والليالي الملاح ، وفي كل شيء حتى في أحلامنا المزعجة ، وعودها تماما كـ ( طخ عرس ) ، الممنوع ، ولا تقوم بالواجب ( النقوط ) . فالتصريح الذي لا يعجبك خذلك بدلا عنه عشر . وتجعل ، لنا من البحر ( مقاثي ) . ولجان لا حصر لها ، ويا ( ما وعدتنا بالحلق ، وخزق الشعب آذانه ) . وطال انتظاره ، وبالتالي فقد الأمل . وفاقد الشيء لا يعطيه ، وان التضييق على الخدمات الطبية وراؤه أهداف خبيثة ، ظهرت على شكل تسريبات صحفية تنادي بالضم مع أنة فشل سابقا .
كل الملايين التي ترصد سنويا لوزارة الصحة إلا أننا رأينا كيف فشلت جهودها ، في التصدي إلى ( فلو نزا الخنازير ) . وهذا إن دل على شيء ، إنما يدل على الخطط الإدارية لمواجهة هكذا وضع صحي . فضلا أن مستشفياتها لا يجري فيها ، مثالا ( عمليات قلب مفتوح ) ،إلا عندما تولى طبيب القلب معالي الدكتور سعد جابر ،وزيرا للصحة . هل هذه المخططون في الصحة قادرون على إدارة هذا القطاع الطبي مترامي الأطراف ؟ وتوفير العلاج اللازم للمرضى ؟ لا اعتقد ذلك . قبل ما تقترحون إعادة الحياة إلى المؤسسة الطبية العلاجية ، احيوا في دواخلكم عملية النهوض في مستشفيات ومراكز وكوادرها والارتقاء فيها لإقناع المريض أن صحته مسؤوليتكم . أرجو أن تفسروا لأهل الذين توفوا ، لماذا لم تؤمنوا الدواء لمريضة السرطان التي لديها تامين صحي ؟ . وأيضا الشاب الذي مات جراء لدغة أفعى ( فلسطين ) لماذا لم توفروا له المصل اللازم؟ كفى تنظير .
لقد رأيناكم كيف تتخبطون أثناء انتشار مرض ( انفلونزا الخنازير ) ، التي لم تستطع كوادر، الصحة مقاومتها ، فتوجهم للمواطنين طالبين منهم التوجه إلى الطب البديل ، ومن الأوقاف لحث خطباء المساجد على أداء صلاة الاستسقاء للقضاء على المرض . فالدنيا ، ليست ( قمرا وربيع ) ولا الحكومة قادرة على الإيفاء بتعهدها ، لكن لدي إحساس بان ذلك ، هو مجرد إحضار ، لـ ( طاسه الروعة ) ، لكي يشرب منها كل مريض وبطانية ، يتدفأ فيها جراء نيران الديون المشتعلة .
لان صرخة الباشا التميمي قد أدخلت الرعب ، في قلوب المسؤوليين إلى جانب الملايين ، من أبناء الأردن الغالي الحراثيين، وان قصة المديونية ، ماهي إلا واحدة ، من النوايا المبيتة ، ضد الخدمات الطبية ، تتمثل في شطبها بإحياء المؤسسة الطبية العلاجية ، التي فشلت فشلا ذريعا . فلذلك يطل علينا للأسف الشديد ،أناس اخذوا على عاتقهم تدمير ما بناه الأوائل ، بالعرق والدم والسهر ، حتى اكتسب الطب الأردني ، شهرة عربية وعالمية واسعة .
وهنا أتذكر تصريح معالي الدكتور عبد اللطيف الوريكات، عندما كان مديرا للخدمات الطبية، حيث أعلن في مؤتمر صحفي، تعلق حول عقد مؤتمر الخدمات الطبي الدولي يومها، أعلن يومها عن بيع أراضي مدينة الحسين الطبية، ونقلها إلى الماضونة، ونشرت تفاصيل ذلك في (العرب اليوم)، وها هو مدير الخدمات الطبية اللواء الطبيب شوكت التميمي يكرر نفس التهديد الذي تتعرض له مدينة الحسين الطبية.
لقد وضعت مدينة ، الحسين الطبية ، سمعة تطور الطب في الأردن على الخارطة العربية والعالمية وجعلت الطب في الأردن بمصاف الدول العربية والعالمية ، فاكتسب الطب الأردني شهرة عربية وعالمية واسعة من خلالها . الأمر الذي جعل المنظمات التابعة للأمم المتحدة ، أن يقع اختيارها على الخدمات الطبية الملكية ، بان تكون مع قوات حفظ السلام العالمية ، عبر مستشفيات ، طب الميدان العسكرية، في جميع تخصصاتها الطبية ، في البلدان التي تشهد حروبا داخلية ، وما حققته على هذا الصعيد ، خير دليل على ما ذكرت فقد شاهدت ذلك بأم عيني ، في أفغانستان ( مزار شريف ) وفي العراق ( بالفلوجة ) ، فضلا عن مشاركة رسل الإنسانية ، أسرة الخدمات الطبية، الملكية الأردنية ، في المؤتمرات العالمية ، والدورات الخارجية ، والندوات.
وحدثني مدير خدمات طبية سابق إلى انه عاش نفس الظروف ، التي تعيشها الخدمات الطبية اليوم . لكنه غادرها ليس عليها أية ديون، رافضا النيل من ، هذه المؤسسة العريقة ، التي يعود فضل ،بإنشائها إلى المغفور له ، بإذن الله الملك الحسين رحمة الله ، وتقديمها هدية للشعب الأردني ، فلذلك لا يحب ، أحدا أن ينتقص من دورها، الصحي الحيوي والهام ، على الصعيدين الوطني والعربي ، كونها من المرافق الصحية الهامة التي نعتز فيها.
وتواصلت مع مدير خدمات طبية، سابق آخر حدثني، وهو حزين على ما، وصلت إليه الخدمات الطبية الملكية، من (ضائقة مالية خانقة). أدت إلى تضييق الخناق عليها، وإغراقها في الديون، وطالب بان تفي الحكومة بالتزاماتها في، دعمها وتسديد الديون، المستحقة عليها. وبتنهيده منه، كشف أن أبطال الخدمات الطبية، كانوا يصلون ليل في النهار، من اجل تقديم الخدمات، الجراحية والدوائية، والعلاجية اللازمة لكل مريض، فقد كانت تتواجد ،(5) مستشفيات عسكرية، خارج الأردن. ودخل الخدمات الطبية، الشهري مابين (5-8 ) ملايين دينارا. وهذا بفضل تعب شباب الخدمات الطبية. واني أتألم لما وصلت، إلية اليوم، حيث فقدت أعدادا كبيرة من أطباء الاختصاص، بعدما كان عددهم في عهدي يتجاوز (200)، طبيب اختصاص، في شتى أنواع التخصصات الطبية.