خذ الرواتب والضرائب واعطنا الحصة
يوسف المريان
جو 24 :
فُرض الحصار على احدى الدول العربية لفترة طويلة وضُيّق الخناق عليها، ولم يترك لها منفس، الا استبدال احدى مصادرها الطبيعية مقابل الغذاء والدواء ومع كل هذا الحصار الجائر والظالم والمجحف لم تفرض زيادات على مواطنيها، بل اذكر انها زودت المواطنين وكل من يقيم على ارضها من العرب بجميع احتياجاتهم من المواد التموينية الاساسية وكانت تسمى "بالحصة" وهي عبارة عن عدد ثمانية عشر صنفاً من المواد الغذائية، اضافة الى مجانية التعليم لكافة المراحل ومجانية المعالجة لكافة بني البشر المقيمين على ارضها وكانت تصرف رواتب ولو انها ضئيلة بعض الشيء لكنها كانت تفي بأن يعيش المواطن بكرامة وشرف، لم نسمع في تلك الدولة عن حالات الجوع والفقر المطقع بين المواطنين والمقيمين ولم نسمع عن طوابير المتسولين امام وزارة الشؤون الاجتماعية من المواطنين ولم نسمع عن الالاف يتوسلون تارة ويتملقون للوساطات تارة أخرى ويدفعون الرشوة من قليل ماعندهم ليحضون بإعفاء طبي يمنح لغيرهم على سبيل الرفاهية، كان المسكن، والماء، والكهرباء تقدم جميعها بالمجان ولم يشاهد منزل واحد مطفىء الانوار لعدم قدرة صاحبه على دفع فاتورته ولم تنظر المحاكم دعوى اخلاء مأجور لأن الجميع من المواطنين يسكن بيته الذي تملكه من حكومته .
ان حكومة بلادي تصرف الملايين على الرواتب، وملايين اخرى على التأمين الصحي، ومثلها على مصروفات الكهرباء، والماء، والاتصالات، والسفرات، والسيارات الفارهة لفئة من الناس ليتها تصرف بعدالة او تصرف على المواطنين كافة وهذا سبب مايؤرق المواطن الاردني الشهم الاصيل ويجعله غير راض عن كل الاجراءات الاقتصادية وزيادة الضرائب التي لا تتوقف عند حد .
المواطن الاردني ياسادة يقدم روحه ودمه وابناءه فداء للوطن ويحمي امن الوطن بكل عزيمة ويقف خلف قيادته بكل قوة ومنعة واقتدار .
انني واثق بان المواطن الاردني سيقدم لك يادولة الرئيس معظم راتبه لتسعف الخزينة لا ان تسد جوع من لا يشبع ولا توضع بجيوب اولها بعمان واخرها بسويسرا نهبت خيرات الوطن ولم تكتفي، يقدمها لك ويشترط عليك حسن ادارة المال، يقدمها متبرعاً شريطة حسن تقديركم للأمور وحنكة في القيادة يقدمها ويأمل ان تخبره بأن المديونية بدأت بالتراجع
المواطن الاردني ياسيدي لا يأمل ان يعيش افضل من مواطن تلك الدولة العربية المحاصرة، فما رأيك بأن تعاملنا كمعاملتهم، ولك ان نبوس على رأسك.