jo24_banner
jo24_banner

حجيج الأسد !!

حجيج الأسد !!
جو 24 :

عدد من الشخصيات الأردنية تشدّ الرحال بين الفينة والأخرى إلى دمشق، لتجديد إعلان ولائها ودعمها للرئيس السوري بشار الأسد، بعد كلّ موجة جديدة من الجرائم المستمرّة التي يقترفها النظام السوري ضدّ شعبه.

عقليّة المؤامرة التي هيمنت على رؤية ومنطق تلك الشخصيّات دفعتهم إلى محاولة تبرئة النظام السوري من دم شعبه، وإلقاء المسؤوليّة على "المتآمرين" وحدهم، حيث لا يقتصر دور جهابذة القومجيّة على تبرئة نظام الأسد من كلّ جرائمه، بل يسوّقون هذا النظام الموغل بالعصور البوليسيّة البائدة على أنّه "الممانع الأوحد" "والنموذج الأمثل" الذي يتآمر عليه كلّ أهل الأرض.. والمضحك المبكي أنّهم يتخذون هذه "المؤامرة" ذريعة لتبرير قتل الناس حيناً، وفي أحيان أخرى يحاولون تحميل المعارضة وحدها مسؤوليّة الدم السوري، وكأنّ بنادق الجيش النظامي محشوّة بالياسمين والزنبق !!

واذا افترضنا جدلا أن نظام الأسد نظام "ممانع" و"صامد" في وجه "المؤامرات"، فهل خيانة الأنظمة "غير الممانعة" تقلّ عن تلك الخيانة التي يقترفها أي نظام بقتل أبناء شعبه ؟!

والمصيبة الأعظم في مثل هذه الزيارات تكمن في وجود بعض رموز المعارضة الأردنيّة بين وفودها، حيث يطالب أولئك "الثوريّون" بالإصلاح والتغيير والديمقراطيّة والعدالة الاجتماعيّة في الأردن، متناسين غياب تلك المفردات عن الساحة السوريّة، على الأقل منذ توريث بشار الأسد السلطة والدولة، بل ويذهبون إلى أبعد من ذلك في تبرئة هذا النظام الدموي من جرائمه، وإعلان دعمهم وولائهم لعصابة سياسيّة احتكرت السلطة والثروة واحترفت قتل الناس !!

ولا ينحصر الأمر على تغليب الموقف المستند إلى الجمود الأيديولوجي على الموقف الأخلاقي في موسم الحج إلى قصر الأسد، بل إن الأبعاد السياسيّة لمثل هذه الزيارات، وانعكاساتها الكارثيّة على مستقبل الحراك الأردني، تدفعنا إلى اعتبارها بمثابة تدمير للحراك الشعبي الهادف للإصلاح والتغيير.. فلا يمكن أن يقبل عقل لم يبلغه الفصام بعد ذلك الطرح المتناقض، في الدعوة للإصلاح والتغيير في دولة وتبرير جرائم السلطة في دولة أخرى مجاورة.

ترى.. ماذا يمكن لمثل هذه "القيادات"، التي عبّرت عن مناهضتها للربيع العربي عبر ولائها لنظام الأسد، أن تقول للفتية الذين سخّروا أنفسهم  للمشاركة في الفعاليّات الاحتجاجيّة في الأردن، وأسهموا في تفجير هبّة تشرين، واعتقل منهم من اعتقل، وتعرّض معظمهم للضرب والتعذيب والإهانة ؟!

الحراك الشعبي في الأردن يشهد تبلور تيّارات وقوى شبابيّة ناشئة تمتلك القدرة الحقيقيّة على صنع التغيير وبناء الأردن الوطني الديمقراطي الذي نحلم به.. فلا تجهضوا تجربتهم يا "قادة" بمثل هذه التصرّفات التي من شأنها أن تعزل الحراك في إطار نخبويّ ضيّق، يحول دون وصول أي من مفردات الخطابة الرنّانة إلى قناعات الناس، الذين سئموا سياسة الكيل بمكيالين، واستخدام ذات الذرائع المتعلقة بـ "المؤامرات" و"الأجندة الخارجيّة" !

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير