الأهم ان يعتذر الرئيس للشعب
النائب د. عساف الشوبكي
جو 24 :
شغلت قصة سائق حافلة الجت خلال اليومين الماضيين و(التبلي) عليه من قبل مستشار في الديوان الملكي اثناء رحلة الحافلة من عمان الى اربد وإتصال المستشار مع مدير الأمن العام وبالتالي مخالفة السائق وتوقيفه هو والحافة كما سمعنا منه ولَم نسمع من المستشار ولا من مدير الأمن العام بتفاصيل الحادثة من طرفهما فيما يبدو انه تصديق لرواية السائق،
وإستكمالاً للقصة وبعد اجتماع لعشيرة السائق وتلويحهم بأخذ حق ابنهم ، إستدعى رئيس الديوان الملكي مدير شركة جت والسائق وقام المستشار ( الطرف الاول) بالاعتذار من السائق( الطرف الثاني) امام رئيس الديوان الذي طيّب خاطر السائق وطلب ان تنتهي هذه القضية بطريقة ودية.
صدقاً هذا تصرف نبيل إعلامياً ويكون نبيلاً انسانياً وبشكل حقيقي اذا كان المكيال واحداً والكيلُ وحداً والاعتذار لكل من وقع عليه جور او حيفٌ او ظلم؟
ثم كيف سمع رئيس الديوان صرخة السائق المظلوم هذا ولَم يسمع صراخ المظلومين والمحتجين امام أبواب الديوان جراء الغلاء والفقر والبطالة ؟
فهناك مئات وربما آلاف السائقين وغيرهم من المواطنين الذين يتعرضون ( للتبلي ) والظلم من قبل بعض شرطة السير وغيرهم من موظفي الدولة فهل يتم الاعتذار لهولاء وغيرهم الكثيرين رغم ان الظالمين لهؤلاء والمتبلين عليهم اقل قدراً في الوظيفة واقل مقاماً ورتبة ومسؤولية من مستشار الديوان ؟
وهل يُشرع رئيس الديوان ويفتح أبواب الديوان لتقديم الاعتذار لكل المظلومين أم ان الحالة انتقائية لتسكيت ابناء قبلية السائق الحرة في هذا الوقت بالذات وهم الذين ما سكتوا على ضيم وهم يعانون كما يعاني كل الاردنيين من ظلم وجور الحكومات وفساد المسؤولين والمنتقدين ؟
واذا كان الأمر كذلك من العدل والمساواة والشفافية فلتكن بداية مرحلة مباركة
والأولى والأهم ان يدشنها اعتذارٌ كبير، ان يعتذر رئيس الحكومة والوزراء ُوالنواب والاعيانُ للشعب الذي تعدوا على كرامته وظلموه مراراً وتكراراً ويعودوا عن قراراتهم الجائرة التي أفقرت غالبية الشعب الاردني الواحد الصابر المعطاء.