jo24_banner
jo24_banner

قلة ادب

ماهر أبو طير
جو 24 : قال بعد ان تنهد بألم انه حين تم توزيع الارزاق،من الله على البشر،لم يكن حاضرا على مايبدو،والكلام على مافيه من قلة ادب مع الله،تسمعه من كثرة،يعترضون ويحتجون على ارزاقهم،مقارنة بغيرهم،ولايجد بعضهم الا التعبير السابق،الذي كتبته على لسان احدهم،وهذا السخط على الله،يجلب قطيعة الرزق فعلا،وفي حالات ينزع البركة.

احداهن تردد مقولة تسمعها ايضا من كثيرين،اذ تقول لك تعبيرا عن الهم والتعب في الحياة «من وين الك هم..الله ببعثلك» وهذه اساءة ادب ثانية مع الله،وكأن الله مصدر الهموم،يوزعها على الناس،وكأن الانسان يكون خاليا من الهم،فيرسل الله له هما اكبر،واساءة الادب هنا،بالتأكيد تجلب سخط الله على القائل.

في علاقة الانسان مع ربه مفردات واعتقادات خطيرة،قد تحرف الانسان عن اصل المعتقد،واحدهم اذ يهمل صيانة سيارته،فتنفلت الكوابح منها،ويقع في حادث سير،او يقتل انسانا،يقول لك هو وغيره بكل بساطة «شاء الله وماشاء فعل» وفي حالات يقول لك» قضاء الله وارادته» والانسان هنا يرفع عن حالة مسؤولية الحادث ويحملها لله عز وجل،وهو يختبئ داخل عباءة التسليم،لكنه لايتنبه الى انه يتهم الله عز وجل بالحادث فعليا.

في مجالس الناس تسمع دوما كلاما ومفردات واعتقادات تحمل اساءة ادب مع الله،بشكل او بآخر،بحسن نية او سوء نية،وفي اعتقاد احدهم فان تعثره في العمل او الزواج يعود الى القسمة والنصيب،واذ تسأله عن معنى القسمة والنصيب،تعاد التفسيرات الى مايريده الله،لكن لا احد يقول لك ان المتعثرغير مؤهل مثلا،او ان سوق العمل غارق بخريجين من ذات طرازه،فيتم رد المكاره والمصاعب الى الله،لينام الانسان ليله الطويل،مطمئنا الى اعتقاداته الباطلة فعليا.

نفهم علاقتنا مع الله بطريقة خاطئة،وتجد حتى من لايؤمن بالله نهائيا،لكنه يفهم قواعد الرياضيات الانسانية في الارض،يجيد فهم قاعدة اجتهاد المرء،ولذلك تجد نفرا من غير المؤمنين اصلا،يصيغون حياتهم بطريقة اكثر نجاحا،ولربما على الرغم من انكارهم لله،الا ان انهم لايتهمون الخالق بكل سلبية تخصهم بشكل غير مباشر.

هذا ليس تعظيما لانكار الله.القصة وما فيها ان الانسان عليه ان يتحمل مسؤوليته،وكثيرا من المساوئ التي تحيق بحياتنا من صنع ايدينا على صعيد الرزق والعلاقات مع الناس والمشاكل،ولاتجد للاسف الشديد تفسيرا للسلبيات والسيئات الا بربطها بارادة الله،فيما الايجابيات يتم تفسيرها في حالات كثيرة بنباهة صاحبها،وذكائه المتقد،وسعيه وتعبه،فلا تسمع شكرا ولا حمدا،فيما تغلب علينا في حالات كثرة قلة الادب مع الله.

التأدب مع الله،نتيجة فعلية لمن يعرف الله حقا بقلبه قبل لسانه،فيما قلة الادب تهوي بصاحبها يوما بعد يوم الى الوراء.الدستور
تابعو الأردن 24 على google news